المقدمة
ما هو الاحباط؟ هل مررتَ يوماً بذلك الشعور الذي يجعلك تعيش مزيجاً من خيبة الأمل والغضب والضيق، و شيء من تدني تقدير؟ الذات والكآبة، وعدم الرغبة في الاستمرار؟ ذلك هو شعور الإحباط أو بالانجليزية Frustration وهو يعتبر رد فعل ناتج عن وجود عوائق معينة تحول دون تحقيق الأهداف
ما هو مفهوم الإحباط؟
تعريف الإحباط : هو حالة نفسية تنشأ نتيجة عجز الفرد عن تحقيق أهداف معينة أو تلبية توقعاته ورغباته، وفقاً لعلم النفس.
يتسبب هذا الشعور بتجارب سلبية قوية تؤثر بعمق على الحالة النفسية للفرد، مما يمكن أن يؤدي إلى تداعيات مختلفة كالشعور باليأس وانخفاض الدافعية وعدم الرغبة في استمرار السعي نحو الأهداف، مما يقود الإنسان في نهاية المطاف إلى اليأس والاستسلام للظروف والعيش في أحلام اليقظة حيث يظل يحلم بوهم العالم المثالي الذي سيخلق من أجله حتى يستأنف السعي من جديد.
هل الإحباط مرض نفسي؟
يظهر الإحباط كاستجابة نفسية وسلوكية نتيجة الاصطدام بالعقبات والظروف السيئة التي تحول دون القدرة على تحقيق رغبات معينة أو أهداف حياتية هامة، وهو مجموعة من المشاعر السلبية مثل الحزن، اليأس، القلق، التشاؤم والاستسلام، ويعد الإحباط عرض وليس مرض لأنه عادة ما يدوم لفترة قصيرة ثم تتلاشى تلك المشاعر بمرور الوقت، أما إذا استمرت تلك الحالة النفسية من تراكم المشاعر الحزينة وانعدام الرغبة في مواصلة السعي من أجل تحقيق المهام والأهداف فإنه ينبغي اتباع استراتيجية معينة للتخلص من الإحباط أو الحصول على استشارة نفسية من أحد المختصين المؤهلين على منصة نصغي
ما هي أسباب الإحباط؟
ينشأ شعور الإحباط نتيجة أسباب مادية متنوعة وقد تشمل الإخفاق في العمل، العلاقات الشخصية، أو حتى عدم القدرة على الوصول إلى معايير شخصية محددة بسبب العراقيل الصعبة والعقبات المتوالية التي يواجهها الإنسان من حين لآخر، ولكن الإحباط ينشأ نتيجة عوامل نفسية متعددة
الأسباب النفسية المؤدية للإحباط:
- تزعزع الثقة بالنفس والتقييم السلبي للذات، فالفشل المتكرر يحمله الإنسان على أنه ناتج عن التقصير وعدم الكفاءة وانعدام القدرة على مواكبة التغييرات
- الاستعجال وعدم التحلي بالصبر، فالإنسان جُبل على العجلة وكراهية الانتظار والتأخير
- وضع توقعات مثالية تصطدم مع الواقع، وهذا ناتج عن عدم فهم الحياة، إذ أنها لا تستقيم لأحد ولا تدوم على حال
- سرعة الغضب والاستسلام واليأس، وتعد هذه أخطر أسباب الإحباط والتي تدفع الإنسان للتشاؤم والقنوط من رحمة الله وقد تؤدي به إلى التوقف عن السعي وإلقاء اللوم على الظروف
- الضغط النفسي والتوتر والقلق، فمن الطبيعي أن تركيز الإنسان يقل بزيادة الضغط النفسي والتوتر، مما يؤدي إلى التشتت وضعف الإنتاجية
- رفض الموقف المحبط وإنكاره وعدم المحاولة لاكتشاف جذور المشكلة وبالتالي عدم القدرة على حلها
- تضخيم الأمور عن طريق المبالغة في توقع النتائج السلبية للعوائق والعقبات
- البحث عن شيء أو شخص نلقي اللوم عليه
- الإجهاد المستمر من أجل تحقيق هدفٍ ما ثم الاصطدام المتكرر بالعقبات
ما هي علامات الاحباط ؟ أو كيف تعرف أنك مصاب بالاحباط؟
- الشعور بالضيق والحزن والاستسلام
- التشاؤم وفقدان الأمل والتفكير بطريقة سلبية
- الانخراط في عالم الاحلام والاتكالية والتوقف عن السعي
- البحث عن شيء لإلقاء اللوم عليه
- العدوانية أو الانطوائية والانسحاب الاجتماعية
- تغير المزاج وفقدان الطاقة والإرهاق
- صعوبة التركيز وعدم القدرة على اتخاذ القرارات
- الشعور بالعجز والكسل وانعدام السعي
تأثيرات الاحباط على الصحة النفسية والجسدية
أشارت دراسات عديدة إلى أن الإحباط يولد الاكتئاب وله تأثيرات بالغة الأهمية على الصحة النفسية والجسدية للأفراد. يمكن أن يؤدي الإحباط المستمر إلى زيادة مستويات هرمونات الإجهاد مثل الكورتيزول في الجسم، مما يسهم في زيادة خطر الإصابة بالأمراض القلبية والأوعية الدموية وتدهور النظام المناعي. بالإضافة إلى ذلك، قد يتسبب الإحباط في الأرق وقلة النوم وتعزيز الشعور بالتعب والإرهاق الدائم.
الإحباط وتأثيراته على الأداء الوظيفي
يعد الإحباط عاملاً مؤثرًا على الأداء الوظيفي، حيث يمكن أن يقلل من التركيز والإنتاجية في مكان العمل. قد يشعر الأفراد المتأثرين بالإحباط بقلة الاهتمام وعدم إدراك أهمية التفاصيل، مما يؤدي إلى تراجع في جودة العمل وزيادة خطأ القرارات. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤثر الإحباط على العلاقات الاجتماعية في العمل، حيث يزيد من التوتر بين الزملاء ويقلل من فرص التعاون والتفاهم المتبادل.
تأثير الإحباط على العلاقات الشخصية
يمكن أن يؤدي الإحباط إلى زيادة الصراعات العاطفية وتقليل مستويات الثقة بين الأفراد. قد يصعب التعبير عن المشاعر بشكل صحيح أو يزيد الإحباط من الانسحاب العاطفي، مما يؤدي في النهاية إلى تدهور العلاقات الشخصية وانعكاسات سلبية أخرى.
ما هو علاج الاحباط وكيف تخفف من تأثيره؟
- التفاؤل والثقة في تدبير الله عز وجل: فالإنسان علمه محدود وقد يصاب الإنسان بالحزن والإحباط بسبب حدث معين يجبره على تغيير مساره، ثم يتبين له فيما بعد أن ما اختاره الله له كان أعظم من خططه التي أفنى عمره في التحضير لها وقد ظن بجهله أنها الحل الوحيد الذي يجلب له السعادة والرفاهية
- تقليل التوقعات العالية: حتماً لن تسير الأمور دوماً كما توقعت، فالعقبات، والظروف الطارئة أمر طبيعي.لذا يجب علينا أن نكون واقعيين فيما نتوقعه من الآخرين ومن أنفسنا. فالحياة تحمل في طياتها الكثير من التحديات والمفاجآت
- إعادة التفكير والتقدير للأمور: تعد المشكلات والعراقيل أفضل طريقة للتعلم، لذلك فإن كل عقبة ستضيف لمهاراتك وخبراتك وتحسن من كفاءتك وتجعلك أكثر مرونة وقابلية للتكيف مع الظروف بصدر رحب، وتذكر أنه لو تحقيق الأهداف أمراً يسيراً خالياً من المتاعب والمصاعب لتمكن الجميع من تحقيقها والوصول إليها، ولكن هذا طبع الحياة فهي تحتاج إلى استمرارية السعي والإخلاص والتفاني، لذا كان عليك أن تتحلى بالصبر والمثابرة والاجتهاد لتثبت أنك جديرً بالحصول على أهدافك وتحقيق طموحاتك.
- الراحة والاسترخاء: عندما نشعر بالإحباط، يكون من المفيد أخذ قسط من الراحة لنرفّه عن أنفسنا ونتمكن من الابتعاد قليلاً عن الموقف المحفز للضغط النفسي مما يساعد على رؤية الأمور بزاوية أوسع والتفكير في حلول مبتكرة
- الكتابة والتعبير عن المشاعر: يمكن أن تساعد الكتابة في تفريغ المشاعر السلبية وفهمها بشكل أفضل
- ممارسة الأنشطة الإيجابية: مثل الرياضة والفنون، التي تساعد في تحسين المزاج وتعزيز الشعور بالرضا الذاتي والترفيه النفسي، يفضل أن تنشغل بمحاولة فهم المشكلة وحلها، ولا تشغل تفكيرك بلوم الآخرين أو الظروف
- الاستشارة النفسية: عندما يكون الإحباط مستمرًا ومؤثرًا سلبًا على حياتك، قد تكون الاستشارة مع مختص نفسي ضرورية لتقديم الدعم والإرشاد المناسب
الخاتمة
وختاماً فإن الاحباط جزء من حياة كل إنسان، ومن الضروري أن نتعلم كيف نتعامل معه بشكل بنّاء ونستفيد منه كفرصة للنمو الشخصي والتعلم. بتطبيق استراتيجيات الاسترخاء والتفكير الإيجابي ومحاولة تقليل تأثير الإحباط والمحافظة على صحتنا النفسية والعاطفية. حتى نتمكن من تقليل تأثير الإحباط وتحسين نمط حياتنا بشكل عام. كما نقترح عدم الاستسلام للشعور بالإحباط واليأس والتحدث مع أحد المقربين لتتمكن من بلورة مشاعرك وإدراك الطريقة المثلى للبدء من جديد وأنت مفعم بالإيجابية والنشاط، وللحصول على مساعدة من متخصص استشارات نفسية يمكنك التواصل معنا عبر موقعنا الالكتروني نصغي أو قم بتحميل التطبيق من خلال Google Play أو App Store
0 تعليق