Flat Preloader Icon
حمل التطبيق
a
M
حمل التطبيق

التأتأة ما أسبابها؟ ومتى تكون طبيعية وهل هناك علاج للتخلص من التأتأة نهائياً؟

علاج التأتأة ،ما هي أسبابها ومتى تكون طبيعية وهل هناك علاج للتخلص من التأتأة نهائياً؟

بقلم : فريق نُصغي

22 أكتوبر، 2022

المقدمة

الكلام عملية مُعقدة تتداخل فيها عوامل عصبية، وعضوية ونفسية واجتماعية، وهو وسيلة الإنسان الأكثر أهمية في تواصله مع من حوله، وعامل فعّال في نجاحه في علاقاته الاجتماعية، وحياته المهنية، ويبدأ الإنسان باستخدام الكلمات في عمر مبكر جدا؛ للتعبير عن احتياجاته ورغباته ومشاعره وأفكاره، إذ تتطور قدرته على استخدام الكلمات وتنمو خلال مراحل العمر حتى يصل إلى القدرة على استخدام الكلام بطلاقة ووضوح، ولكن قد يعتري تلك القدرة على الكلام بعض الاضطراب، سواء كان في اللغة التعبيرية، أو الاستقبالية، أو في النطق، أو الطلاقة، ومن أنواع تلك الاضطرابات مشكلة التأتأة، لذا هيا نتعرف على أسباب و علاج التأتأة عند الأطفال والكبار.

التأتأة مشكلة في النطق تواجه الصغار في مُقتبل عمرهم أو قد تُصيب الكبار والشباب أيضًا؛ مما قد يسبب لهم بعض المشاكل الاجتماعية والنفسية، فما هي أسباب التأتأة؟ وما أهمية العلاج النفسي للمصاب بها؟ وكيف أتخلص من التأتأة إن كان طفلي يعاني منها؟

ما هو مفهوم التأتأة؟

التأتأة هي اضطراب في النطق يتميز بتكرار أو تمديد الأصوات، أو المقاطع أو الكلمات مما يعيق السيولة الطبيعية للكلام.  يشعر الأشخاص الذين يعانون من التأتأة بصعوبة في بدء الكلمات، أو تحدث استراحات غير طبيعية في الكلام، أو يكررون الأصوات. هذا الاضطراب له العديد من الأبعاد، بما في ذلك البيولوجية، النفسية، والاجتماعية، ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على جودة حياة الأشخاص الذين يعانون منه.

ما هي أعراض التأتأة؟

  • صعوبة البدء بنطق الكلمات 
  • تكرار المقطع أو الصوت أو الكلمة 
  • إطالة المقطع الصوتي بشكل مفرط
  • ارتجاف الجسم والتوتر أثناء الحديث
  • رعشة الشفاه أو الفك أثناء الكلام
  • تغيير تعابير الوجه عند التحدث

ما هو الفرق بين التلعثم والتأتأة؟

عادة ما يخلط الناس بين التلعثم والتأتأة، معتبرين إياهما مشكلة واحدة، لكنهما في الواقع يشيران إلى اضطرابين مختلفين في الكلام يمكن أن يؤثرا بشكل كبير على قدرة الشخص على التواصل بفعالية. 

ولعل السبب في الخلط بين المفهومين أن كل من التلعثم والتأتأة يتسم بتكرار الأصوات، أو المقاطع، أو الحروف والتوقف المفاجئ وسط الكلام، ولكن الاختلاف الواضح جداً بينهما هو أن التأتأة تتميز بأعراض تظهر على الشخص أثناء الكلام مثل رعشة الشفاه، حركة العين السريعة، الإجهاد الواضح، والقلق والتوتر أثناء الكلام مما يعيق عملية التواصل 

ما هي أنواع التأتأة؟

التأتأة مشكلة شائعة جداً بين الأطفال وتظهر عند الشباب والكبار، حيث تشير الدراسات العلمية أن حوالي 70 مليون شخص يعانون من التأتأة حول العالم، ويمكن تصنيف التأتأة إلى عدة أنواع رئيسية ينبغي فهمها بشكل دقيق لتحسين عملية التشخيص والعلاج.

أولاً التأتأة التنموية

تعتبر التأتأة التنموية من أكثر أشكال التأتأة شيوعًا بين الأطفال في مرحلة النمو. تظهر عادة بين الأعمار من 2 إلى 5 سنوات وقد تكون ناتجة عن عوامل وراثية أو تطورية. يتضمن العلاج غالبًا التدخلات اللغوية والنفسية لدعم الطفل وأسرته.

ثانياً التأتأة العرضية

تشير التأتأة العرضية إلى الحالات التي تظهر فيها التأتأة فجأة نتيجة لصدمات نفسية أو ضغوط معينة. قد تكون مؤقتة وتزول بزوال السبب، ويكون العلاج في هذه الحالة موجهًا نحو علاج الأسباب الكامنة وتقديم الدعم النفسي.

ثالثاً التأتأة العصبية

تنشأ التأتأة العصبية نتيجة لإصابات أو أمراض تؤثر على الدماغ. تظهر هذه النوعية من التأتأة في أي عمر وتتطلب تقييمًا شاملًا لتحديد العلاج المناسب الذي قد يشمل العلاجات الدوائية أو التدخل الجراحي إلى جانب العلاج النفسي واللغوي.

رابعاً التأتأة النفسية

تنشأ التأتأة النفسية كنتيجة للتأثير البالغ للعوامل النفسية والعاطفية على النطق، فقد تنشأ كنتيجة للقلق الشديد، الخوف، أو التجارب النفسية المؤلمة. العلاج يركز على معالجة الجوانب النفسية من خلال العلاج بالتحدث والتقنيات السلوكية.

ما هو سبب ظهور التأتأة في الكلام؟

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور وتطور اضطرابات الكلام وخاصةً التأتأة عند الأطفال والكبار، ومن هذه الأسباب:

العوامل الوراثية 

تشير الأبحاث إلى أن الوراثة تلعب دوراً مهماً في التأتأة، حيث يزيد التاريخ العائلي للتأتأة من احتمالية ظهور الاضطراب في الأجيال القادمة. هذا يدل على أن هناك جينات معينة قد تساهم في تطور التأتأة، مما يجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة لهذا الاضطراب من غيرهم.

العوامل البيولوجية والاضطرابات العصبية

تلعب العوامل البيولوجية دوراً كبيراً في التأتأة، إذ يمكن أن تؤدي الاضطرابات العصبية والخلل في بعض المناطق الدماغية المسؤولة عن الكلام إلى ظهور هذا الاضطراب، فالأفراد الذين يعانون من التأتأة قد يظهرون نشاطاً مختلفاً في الدماغ مقارنة بالأشخاص الذين لا يعانون منه، مما يشير إلى أن الأساس البيولوجي يمكن أن يكون عاملاً مهماً في التأتأة.

التأثيرات النفسية والاجتماعية على التأتأة

الضغوط النفسية والمواقف الاجتماعية الصعبة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على التأتأة. الخوف من التحدث أمام الآخرين، التجارب السلبية المتعلقة بالكلام، والضغط النفسي العام قد يؤدي إلى تفاقم الاضطراب. يعتبر الدعم النفسي والاجتماعي عناصر مهمة في عملية العلاج والتخفيف من حدة التأتأة.

العوامل البيئية

يمكن للبيئة التي ينمو فيها الفرد أن تلعب دوراً في تطور التأتأة، فالتعرض المستمر للضغوط والمواقف المثيرة للقلق، بالإضافة إلى التوقعات العالية للأداء اللفظي، يمكن أن يسهم في ظهور أو تفاقم التأتأة.

ضغوط الحياة اليومية

ضغوط الحياة اليومية وكيفية التعامل معها يمكن أن تؤثر بشكل مباشر على التأتأة. ادارة الضغط من خلال طرق صحية مثل التمارين الرياضية، التأمل، وجلسات العلاج النفسي أو الجماعي يمكن أن تساعد في تقليل التأتأة وتحسين جودة حياة المعانين من هذا الاضطراب.

متى تكون التأتأة طبيعية؟

تعتبر التأتأة جزءًا من عملية تطور اللغة عند الأطفال، حيث يمكن أن يواجه الأطفال في مراحل نموهم الأولى صعوبات مؤقتة في الكلام، لذلك من الضروري للوالدين والمعلمين التحلي بالصبر والفهم وتجنب الضغط أو الاستعجال على الطفل أثناء تعلمه التحدث.

يمكن للوالدين أو المعلمين البدء بالقلق والتوجه لاستشارة الأخصائي المناسب عندما تستمر التأتأة لفترات طويلة تتجاوز 6 أشهر بحيث تؤثر على قدرة الطفل على التواصل الفعّال أو تسبب له الإحباط والانزعاج ،وبالتأكيد فإن التدخل المبكر لعلاج المشكلة يمكن أن يلعب دورًا حيويًا في دعم الطلاقة اللغوية عند الأطفال.

كيف أتخلص من مشكلة التأتأة؟

علاج التأتأة نهائياً عند الأطفال والكبار

على الرغم من أن الكثير من الأطفال قد يتجاوزون هذه المرحلة دون الحاجة إلى تدخل، إلا أن بعض الحالات قد تتطلب عناية خاصة ومتابعة لضمان التغلب على هذا التحدي بشكل فعّال.

  • تقنيات التحكم في النفس وتمارين النطق المختلفة 

التي تهدف إلى تحسين قدرة الطفل على التواصل بشكل أسهل وأكثر سلاسة. غالباً ما يتم هذا النوع من العلاج بمساعدة أخصائي النطق واللغة الذين يعملون مع الطفل والأسرة عن كثب لتحديد استراتيجيات فعّالة تلائم الحالة الفردية لكل طفل. 

  • استخدام الأجهزة الإلكترونية 

التي تساعد في تحسين توقيت وجودة الكلام، وبرامج الكمبيوتر التي تقدم تمارين وألعاب تفاعلية لتعزيز مهارات النطق عند الأطفال. هذه الأساليب وإن كانت حديثة، إلا أنها أظهرت نتائج مبشرة في دعم الأطفال المصابين بالتأتأة وتحسين قدرتهم على التواصل بفعالية وثقة.

  • العلاج السلوكي والمعرفي 

ويكون بواسطة مختص النطق والتخاطب حيث يضع خطوات واضحة للتخلص من اضطراب التأتأة نهائياً 

دور الأسرة والمجتمع في دعم الطفل المصاب بالتأتأة

يلعب الدعم النفسي والعاطفي من الأسرة والمجتمع دوراً حاسماً في علاج التأتأة وتحسين نوعية حياة الأطفال المصابين بها. من المهم أن توفر الأسرة بيئة داعمة تشجع الطفل على التعبير عن نفسه دون خوف من الحكم أو السخرية، وأن تشارك بنشاط في العملية العلاجية من خلال التمارين المنزلية والجلسات المشتركة مع أخصائيي النطق. كما يمكن للمجتمع المساهمة في هذه الجهود من خلال توفير برامج توعية ودعم للأطفال والأسر المتأثرة بتحديات النطق والتأتأة.

تمارين علاج التأتأة

لحسن الحظ، هناك عدة تمارين وأساليب يمكن تطبيقها لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من التأتأة على تحسين قدرتهم على الكلام وتقليل الأعراض

  • تمارين التنفس العميق والاسترخاء

يساعد التنفس العميق في تهدئة الجهاز العصبي ويخفض من مستوى القلق الذي قد يسبب التأتأة.

  • ممارسات الاسترخاء 

كتقنيات اليوغا والتأمل تساعد في التحكم بالتوتر وتحسين السيطرة على الكلام.

  • تدريبات تحسين الطلاقة اللغوية

الممارسات المنتظمة لتمارين النطق تساعد في تحسين القدرة على التحكم بعضلات الكلام، مما يساهم في الطلاقة اللغوية.

  • استخدام الأساليب البطيئة في التحدث 

لزيادة الوعي بالأصوات وكيفية تكوين الكلمات.

  • تقنيات السيطرة على القلق والخجل

تطوير الثقة بالنفس من خلال التدريب المستمر والتعرض التدريجي لمواقف التحدث أمام الجمهور.

  • استخدام تقنيات التأكيد الذاتي والتفكير الإيجابي

للتغلب على المخاوف المتعلقة بالكلام أمام الآخرين

  • الدعم النفسي والاجتماعي

الدعم من العائلة والأصدقاء يلعب دورًا حاسمًا في عملية العلاج، حيث يوفر بيئة آمنة للتعبير والتدريب.

كما أن المشاركة في مجموعات الدعم والتواصل مع الأشخاص الذين يمرون بتجارب مماثلة يمكن أن يعزز من الثقة بالنفس ويساعد في التغلب على التأتأة، وتوفر منصة نصغي إمكانية حجز جلسات حضورية أو عن بعد لدى مراكز الدعم أو حضور لقاء دعم نفسي مع أشخاص يمرون بنفس المشكلة 

الخاتمة

بالتأكيد، تمثل التأتأة تحديًا يواجه الكثيرين، لكن من خلال الالتزام بتمارين وأساليب علاجية فعّالة يمكن تحقيق تقدم ملحوظ. يجب الحرص على تطبيق هذه الأساليب بشكل منتظم وبدعم من متخصصين لضمان الوصول إلى أفضل النتائج. 

المراجع : 

  1. مجلس الصحة لدول التعاون الخليجي
  2. وزارة الصحة السعودية
  3. موقع أندلسية لصحة الطفل

 

مقالات ذات صلة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *