Flat Preloader Icon
حمل التطبيق
a
M
حمل التطبيق

حزن الفقد لدى البالغين مفهومه وآثاره : تحديات وفرص التعافي النفسي

حزن الفقد لدى البالغين - منصة نصغي للاستشارات النفسية

بقلم : فريق نُصغي

11 أبريل، 2025

المقدمة

يُعد فقدان الأحباء من أصعب التجارب التي قد يواجهها الإنسان في حياته، فهو لا يترك أثرًا نفسيًا عميقاً فحسب، بل يؤثر أيضاً على الجوانب الاجتماعية والوظيفية للفرد. تعالج هذه المقالة حزن الفقد لدى البالغين من خلال استعراض مظاهره النفسية، والعوامل المؤثرة، واستراتيجيات التعامل معه، مع تسليط الضوء على دور الدعم الاجتماعي والعلاجي في عملية التعافي.

مفهوم حزن الفقد لدى البالغين

حزن الفقد هو استجابة طبيعية لتجربة فقدان شخص عزيز، حيث يتداخل الشعور بالحزن العميق مع مكونات نفسية متعددة. تختلف استجابة كل فرد للتجربة، فبعضهم يمر بمرحلة من الصدمة والإنكار، بينما يدخل آخرون في دوامة من الحزن المزمن والتفكير المستمر في الخسارة. وقد تتراوح الأعراض بين التعب النفسي والذهني، واضطرابات النوم، والتغيرات في الشهية، وأحياناً ظهور أعراض جسدية غير مفسرة.

الأبعاد النفسية والاجتماعية للحزن

يتجلى تأثير الفقد في البالغين على عدة مستويات:

  • المستوى العاطفي: تشمل مشاعر الحزن العميق، والشعور بالوحدة، والإحساس بالذنب تجاه الماضي، والتساؤل عن معنى الحياة.
  • المستوى السلوكي: قد يظهر ذلك في تغييرات في نمط الحياة اليومية، مثل الانسحاب الاجتماعي، وفقدان الاهتمام بالأنشطة المعتادة.
  • المستوى الجسدي: تتجلى الآثار الجسدية في اضطرابات النوم، والتغيرات في الشهية، والشعور بالألم الجسدي دون سبب واضح.

العوامل المؤثرة في عملية الحزن

لا يكون تأثير الفقد متساوياً بين جميع البالغين، إذ تختلف العوامل بناءً على:

  • درجة العلاقة: ففقدان الزوج أو الوالد أو قريب عزيز، يترك أثراً مختلفاً مقارنة بفقدان علاقة غير وثيقة.
  • العوامل الثقافية والاجتماعية: تلعب الثقافة دوراً هاماً في كيفية التعبير عن الحزن وتلقي الدعم.
  • الدعم الاجتماعي: يساهم الدعم من الأسرة والأصدقاء والمجتمع في تسهيل عملية التكيف والتعافي.
  • التجارب السابقة: يمكن أن تؤثر الخبرات السابقة في التعامل مع الفقد على كيفية مواجهة التجربة الحالية.

استراتيجيات التعامل مع الحزن والتعافي النفسي

1. قبول المشاعر والتعبير عنها

من الخطوات الأساسية في عملية التعافي: ( قبول المشاعر) وعدم كبتها. يُنصح الخبراء بكتابة اليوميات أو التحدث مع أشخاص موثوقين للتعبير عن مشاعر الحزن والصدمة.

2. لا تستجب لأي أحد يحاول أن يملي عليك كيف ينبغي أن تشعر:

تقبل ما تشعر به ولا تحاول رفضه أو إطلاق الأحكام على مشاعرك ولا تسمح لأحد أن يحكم على مشاعرك بأنها خاطئة، فمن الطبيعي أن تحزن وتبكي، وقد تشعر بالغضب أحيناً، أو الذنب، اسمح لمشاعرك أن تمر بهدوء، ومن الممكن أيضاً أنك قد ترغب في القيام بأمر ممتع كالخروج في نزهة. مشاعرك ملكك وليست ملكاً لأحد.

3. اللجوء إلى الدعم النفسي المتخصص

يُعتبر العلاج النفسي من الأدوات الهامة لتجاوز أزمة الفقد. فمثلاً تقنيات العلاج السلوكي المعرفي (CBT)، تُساعد الفرد على إعادة هيكلة الأفكار السلبية وتعزيز مهارات التكيف.

4. الحفاظ على الروتين اليومي

تساهم العودة إلى الأنشطة اليومية الروتينية في إعادة الشعور بالاستقرار. يمكن لممارسة الرياضة الخفيفة والاهتمام بالتغذية السليمة أن يكون له تأثير إيجابي على الصحة النفسية.

5. الانضمام إلى مجموعات الدعم

توفر مجموعات الدعم بيئة آمنة لتبادل التجارب والتعلم من تجارب الآخرين، مما يعزز الشعور بالانتماء والتفاهم المتبادل.

6. التأمل وممارسة اليوغا

تساعد تقنيات التأمل واليوغا في تهدئة العقل والتخلص من التوتر، مما يساهم في تحسين الحالة المزاجية والتوازن النفسي.

7. أداء الصلاة والعبادات: مهمة للتخفيف من تأثير الحزن ولوعة الفراق.

أثر الحزن على الحياة اليومية وكيفية التعامل معه

يمكن أن يؤثر الحزن بشكل ملحوظ على الأداء في العمل والعلاقات الاجتماعية. لذلك، من الضروري:

  • التخطيط: وضع جداول زمنية تسمح بتخصيص وقت للراحة والعناية بالنفس.
  • إعلام المحيطين: مشاركة مشاعر الحزن مع الأسرة أو الزملاء قد يُساعد في تخفيف الضغوط النفسية.
  • تحديد أهداف صغيرة: يمكن تحديد أهداف يومية بسيطة لإعادة بناء الثقة بالنفس والشعور بالإنجاز.

دور العلاج الدوائي في بعض الحالات

في حالات الحزن المزمن الذي يتحول إلى اضطرابات اكتئابية، عليك مراجعة طبيب نفسي مختص، فققد يوصيك الأطباء باستخدام العلاج الدوائي كجزء من الخطة العلاجية. يجب أن يتم ذلك تحت إشراف طبي متخصص، ومن ذلك شعورك بأعراض الاكتئاب التالية:

  • إحساس قوي ومستمر بالذنب.
  • شعور باليأس وانعدام القيمة والأهمية وغياب الشعور بالهدف.
  • التفكير بالانتحار.
  • فقدان القدرة على أداء المهام اليومية المعتادة.
  • رؤية أوسماع أشخاص أو أشياء أو أصوات غير موجودة.

أهمية الدعم المجتمعي

لا تقتصر رحلة التعافي على الفرد وحده، بل يحتاج إلى دعم المجتمع المحيط به. تلعب الأسرة والأصدقاء دوراً رئيسياً في تقديم الدعم العاطفي وتوفير بيئة آمنة للتعبير عن المشاعر.

خاتمة

يعد فهم حزن الفقد لدى البالغين خطوة أساسية نحو تجاوز الأزمة النفسية المرتبطة بفقدان الأحباء. من خلال تطبيق استراتيجيات التعامل مع الحزن والبحث عن الدعم النفسي المناسب، يمكن للفرد تحويل تجربة الفقد إلى فرصة للتعلم والنمو الشخصي. إن كل خطوة نحو التعافي تُعتبر بداية جديدة تساهم في إعادة بناء الذات وتحقيق التوازن النفسي.

المراجع العلمية:

  1. المرجع الأول
  2. المرجع الثاني
  3. المرجع الثالث

احجز استشارة نفسية عند الأخصائي النفسي/ مشاري بن سليم

للحصول على استشارة نفسية متخصصة ودعم علاج نفسي فوري، تواصل الآن مع منصة وتطبيق نُصغي للحصول على أفضل حلول الدعم النفسي وعلاج الحزن.

مقالات ذات صلة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *