Flat Preloader Icon
حمل التطبيق
a
M
حمل التطبيق

الذكاء العاطفي عند الأطفال | وكيف تربي طفلاً يتمتع بالذكاء العاطفي؟

استشارات نفسية اونلاين

بقلم : فريق نُصغي

26 ديسمبر، 2022

المقدمة

هل تأثرت يوماً بأحد المواقف السيئة والمؤلمة ووقفت حائراً في كيفية التصرف ثم وجدت شخصاً يتصرف بطريقة سلسة، حكيمة، خارجة عن المألوف، حتى فوجئت بأن الأمور تحولت لصالحه في نهاية الأمر؟ ذلك الشخص يتحلى بمهارة تسمى الذكاء العاطفي. لذلك دعنا نتحدث عن تعريف الذكاء العاطفي، وأهميته ومهاراته وكيفية التدرب عليها.

ما هو الذكاء العاطفي ؟

الذكاء العاطفي هو قدرة الإنسان على فهم وإدارة عواطفه ومشاعره في المواقف المؤلمة وحُسن توجيهها والسيطرة عليها بشكل إيجابي لتحقيق أهداف معينة، ولا يقتصر الأمر على نفسه بل يتعدى ذلك إلى فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم بإيجابية من أجل توجيه الآخرين للتصرف بطريقة معينة تخدم الأهداف المشتركة

مهارات الذكاء العاطفي وكيف يكون الإنسان ذكي عاطفياً؟

مهارات الذكاء الانفعالي | منصة نصغي للاستشارات النفسية

كي تتمتع بالذكاء العاطفي عليك أولاً التعرف على المكونات الأساسية التي تصيغ تلك المهارة حتى يسهل عليك تنميتها:

  • الوعي الذاتي : تنمية الوعي الذاتي من خلال التأمل وتحليل الذات
  • التحكم العاطفي : تساعد تمارين التنفس العميق وغيرها في إدارة العواطف والمشاعر المؤلمة من أجل حسن توجيهها
  • التعاطف : تحسين مهارات التعاطف والتفاهم عبر الاستماع الفعال ومحاولة فهم وجهات نظر الآخرين 
  • المهارات الاجتماعية : الاهتمام ببناء مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي.
  • التحفيز الذاتي : وهي مهارة توجيه الانفعالات وتوظيفها لتحقيق أهداف معينة

أهمية الذكاء العاطفي

يعتبر الذكاء العاطفي من الخصائص المهمة التي تميز الناجحين بشكل خاص في عالمنا حيث يلعب دوراً محورياً في تحسين جودة الحياة على الصعيدين الشخصي والمهني

  • تحسين العلاقات الشخصية والعائلية

أصحاب الذكاء العاطفي يتمتعون بالقدرة على فهم مشاعر الآخرين واحترامها، مما يؤدي إلى تحسين العلاقات الشخصية والعائلية. هذه القدرة تساعد على تجاوز الخلافات وتعميق الروابط العاطفية بين الأفراد.

  • زيادة القدرة على معالجة النزاعات

الأشخاص الذين يتمتعون بذكاء عاطفي مرتفع يمتلكون استراتيجيات فعالة لمعالجة النزاعات، مما يسهم في حل الخلافات بطريقة سلمية تحافظ على العلاقات وتقويها.

  • تعزيز القيادة والقدرة على التأثير على الفريق

يساعد الذكاء العاطفي الأفراد على تعزيز مهارات القيادة لديهم، إذ يصبحون قادرين على التأثير بإيجابية على فريق العمل وتحفيزهم نحو تحقيق الأهداف المشتركة.

  • تحقيق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية

من مميزات الذكاء العاطفي أيضاً قدرة الأفراد على إدارة ضغوطات الحياة وتحقيق التوازن بين مسؤولياتهم المهنية وحياتهم الشخصية، مما يسهم في تعزيز السعادة والشعور بالرضا.

  • دعم الصحة النفسية وتعزيز الرضا الذاتي

القدرة على إدارة المشاعر وفهمها تلعب دوراً كبيراً في دعم الصحة النفسية وتعزيز مستويات الرضا الذاتي، حيث يمكن للأفراد التعامل مع التوتر والضغوطات بفاعلية أكبر، مما يدعم من الشعور بالرفاهية العامة.

الذكاء العاطفي هل هو فطري أم مكتسب؟

هل يولد الأفراد بالذكاء العاطفي، أم أنهم يكتسبونه خلال حياتهم؟ 

يعتبر الذكاء العاطفي سمة وراثية وبيولوجية يولد بها الإنسان ولكن يلزم تنميتها وتعزيزها من خلال التدرب على المهارات العملية، 

حيث تشير النظريات والأبحاث إلى أن الذكاء العاطفي هو مزيج من العوامل الفطرية والمكتسبة. على سبيل المثال، وفقًا لدانيال غولمان، – عالم نفس وصحفي علمي أمريكي – فإن الذكاء العاطفي يشمل مجموعة من القدرات العاطفية التي يمكن تطويرها وتحسينها مع الوقت. يعتقد غولمان أنه بينما قد يميل بعض الأفراد إلى الذكاء العاطفي بشكل طبيعي، فإنه يمكن للآخرين تحسين قدراتهم العاطفية من خلال التعليم والتدريب، مما يبعث رسالة أمل لأولئك الذين يريدون تطوير مهاراتهم واكتساب المزيد منها

الذكاء العاطفي عند الأطفال

تنمية مهارات الذكاء الانفعالي | منصة نصغي للاستشارات النفسية

الأسرة والبيت هما المهد الموكل بغرس بذور كل المهارات الأساسية في الطفل بما في ذلك الذكاء العاطفي، والذي يتعلم الطفل من خلاله كيف يتعامل مع مشاعره ويديرها ويفهم الأخر ويتعاطف معه، وكلما استطاع الطفل في مرحلة مبكرة فهم مشاعره، وأسبابها، والطرق المناسبة لإدارتها، وفهم مشاعر الآخرين فسينشأ – بإذن الله – طفلاً يثق بنفسه ويقدّر ذاته، قادراً على بناء علاقات اجتماعية جيدة مع المحيطين، ذو أداء أكاديمي جيد. 

وفي مقابل ذلك قد يؤدي تدني الذكاء العاطفي لدى الطفل إلى مشكلات سلوكية، وانفعالية وأكاديمية، وصعوبات في تكوين علاقات اجتماعية جيدة، لذلك فإنّ الأطفال بحاجة لتعلم طرق فعالة للتعامل مع انفعالاتهم ومشاعرهم سواء كانت إيجابية ( كالفرح، والحب..) أو سلبية ( كالغضب والخوف..).  

كيف تربي طفل يتمتع بالذكاء العاطفي 

الذكاء الانفعالي عند الاطفال | منصة نصغي للاستشارات النفسية

أن تربية الأطفال هي رحلة تحتاج إلى عناية وتفكر، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بتنمية الذكاء العاطفي لدى الأطفال. يعد الذكاء العاطفي جزءًا أساسيًا من نمو الطفل مما يمكنه من التفاعل بشكل صحي وبناء علاقات اجتماعية قوية. في هذا السياق، سنستعرض بعض النقاط المهمة التي تساعد في تربية طفل يتمتع بالذكاء العاطفي.

  1. تعزيز الانفعالات الإيجابية: عن طريق تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره وتقديم الدعم له يعزز من إحساسه بالأمان والثقة بالنفس، مما يؤدي إلى استجابات عاطفية إيجابية.
  2. أهمية التعاطف وتطويره لدى الطفل: تعليم الطفل كيفية فهم ومشاركة مشاعر الآخرين يساهم في تطوير قدرته على التعاطف، وهي مهارة حياتية قيمة.
  3. تدريب الطفل على التحكم بالعواطف: من الضروري مساعدة الطفل على تعلم طرق التحكم بالعواطف السلبية وتوجيهها بشكل صحيح لتجنب السلوكيات الضارة.
  4. دور الوالدين في نمو الذكاء العاطفي: بإمكان الوالدين القيام بدور هام في تنمية الذكاء العاطفي لدى أطفالهم من خلال توفير الدعم والتوجيه وتعزيز البيئة العائلية الإيجابية.
  5. الاستماع والتواصل الفعال مع الطفل: منح الطفل الانتباه الكامل أثناء التحدث معه والاستماع إلى مشاعره يشجع على تطوير مهارات التواصل الفعالة وفهم أعمق للعواطف. 

نصائح عملية لتنمية الذكاء العاطفي عند الأطفال 

  1. كن صبورًا ولا تستعجل النتائج، فالطفولة مرحلة بناء، وستظهر نتائج جهدك بالتدريج. 
  2. لا تحاول التحدث أو الشرح للطفل حول مشاعره وهو في حالة انفعال شديد، وأجّل ذلك حتى يهدأ. 
  3. أظهر تعاطفك مع مشاعر طفلك عندما يحزن أو يكون محبطاً أو خائفاً. 
  4. لا ترفض مشاعره ولا تعاقبه عليها، وتجنّب أن تقول له: لا تغضب، لا تخف… بل وضّح له أن مشاعره طبيعية وجميع الناس تشعر بها، وساعده في فهم أسباب شعوره. 
  5. علّمه أنه ليس إنساناً سيئاً لأنه غضب، أو حزن أو خاف، بل كل تلك المشاعر أنت تتقبلها. 
  6. أخبر طفلك أنّه ليس من المقبول أن يؤذي الآخرين أو يتلف الممتلكات عندما يغضب، ولكن يمكنه التحدث عن مشاعره. 
  7. كن قدوة لطفلك، واعتنِ بذكائك العاطفي واحرص على إدارة مشاعرك بإيجابية

علامات تدل أن طفلك ذكي عاطفياً؟

علامات الطفل الذكي عاطفياً | منصة نصغي للاستشارات النفسية

  • الطفل الذي يستطيع التعبير عن مشاعره ورغباته بحرية وسهولة
  • التحكم في ردود أفعاله وانفعالاته تجاه الغضب والحزن ويستطيع التعامل بشكل إيجابي
  • التعاطف الإيجابي وتفهم مشاعر الآخرين والتفاعل معها
  • التمتع بالمهارات الاجتماعية والقدرة على تكوين صداقات بسهولة
  • استخدام الحوار والمحادثة في حل المشكلات 

الذكاء العاطفي عند المرأة

تظهر العديد من الدراسات أن المرأة تتفوق على الرجل في مجالات الذكاء العاطفي كالتعاطف، والتواصل الفعال، والقدرة على التعامل مع المشاعر. هذه النقاط تشكل نقاط قوة تمكِّن المرأة من بناء علاقات شخصية ومهنية أقوى وأكثر استدامة. حيث تستخدم المرأة الذكاء العاطفي في تعميق العلاقات الشخصية من خلال الاستماع الفعال، التعبير عن المشاعر بصدق، والتعاطف مع الآخرين. هذه المهارات تمكنها من فهم احتياجات ومشاعر شركائها وأفراد عائلتها بشكل أعمق، ما يؤدي إلى بناء علاقات متينة ودائمة.

أمثلة من الحياة العملية على الذكاء العاطفي 

  • القادة الذين يُظهرون مستويات عالية من الذكاء العاطفي غالبًا ما يتمتعون بقدرة أكبر على إدارة الفرق وتحفيز الموظفين.
  • المعلمون ذوو الذكاء العاطفي العالي قادرين على إنشاء بيئة تعليمية داعمة تسهل على الطلاب التعلم والتطور الشخصي.
  • في العلاقات الشخصية، يساعد الذكاء العاطفي الأفراد على فهم وتلبية احتياجات شركائهم، مما يعزز العلاقات القوية والمتوازنة.

الخاتمة 

وختاماً فقد توصلنا لأهمية الذكاء العاطفي ومدى تأثيره الإيجابي على حياة الإنسان وضرورة التحلي بمهارات الذكاء العاطفي وتدريب الأطفال عليها عن طريق خطوات عملية لتنمية مهارات التواصل والتعاطف والوعي بالذات وإدارة العواطف بشكل إيجابي، ويمكنك طلب استشارة من مختص نفسي مؤهل للمساعدة في زيادة الوعي بالذات وتعزيز مهارات التواصل الاجتماعي. حمل تطبيق نصغي الحين للأندرويد أو للأيفون 

المراجع:

  1. معهد وطن الأول
  2. أكاديمية كُن
  3. جامعة الملك خالد المملكة العربية السعودية
  4. موقع أبحاث الفروق الفردية IDR labs
  5. موقع النجاح

مقالات ذات صلة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *