Flat Preloader Icon
حمل التطبيق
a
M
حمل التطبيق

اضطراب ما بعد الصدمة الأسباب وطرق العلاج

اضطراب ما بعد الصدمة

بقلم : فريق نُصغي

3 أكتوبر، 2024

مقدمة 

تسبب الكوارث والحروب والأحداث الحياتية المؤلمة والمروعة صعوبات نفسية شديدة للأشخاص الذين مروا بها أو شاهدوها، كل ذلك يعد أمرًا طبيعيًا فلابد للجسم أن يأخذ وضع القتال ويفرز مجموعة من الهرمونات التي يطلق عليها هرمونات الطوارئ، بهدف حماية نفسه من أي ضررأو أذى محتمل خلال هذا الموقف، ثم يبدأ الجسم بالهدوء والاسترخاء مرة أخرى بشكل تدريجي بحيث يتعافى الشخص بعد مرور تلك الظروف بشكل ذاتي، ويتقبل الأوضاع الحالية دون أي تدخل طبي أودوائي. ولكن في بعض الأحيان قد تتفاقم الأوضاع الصحية والنفسية للشخص، بحيث لا يستطيع نسيان أو تخطي تلك الأزمة بشكل طبيعي، وتسمى تلك الحالة (اضطراب ما بعد الكرب أو اضطراب ما بعد الصدمة) . 

تعريف اضطراب ما بعد الصدمة :

اضطراب كرب ما بعد الصدمة ( بالإنجليزية Post-Trauma Stress Disorder) هو خلل في الصحة النفسية والعقلية للشخص بعد المرور بحادث مؤلم أو مروع، وغالبًا ما تستمر أعراض هذه الحالة لمدة طويلة تصل إلى شهور مديدة، وذلك الاضطراب لا يزول بالتدريج بل تسوء الحالة بمرور الوقت مما يستدعي التدخل من الأخصائي النفسي. 

أسباب الاضطراب:

  تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور حالة اضطراب كرب ما بعد الصدمة ولكن حدوث موقف مروع وخطيرلا يعني بالضرورة الإصابة بهذا الاضطراب، فقد تتفاوت درجة الاستجابة النفسية من شخص لآخر، ونذكر من تلك الأسباب ما يلي: 

  • الحروب والصراعات الطويلة. 
  • مشاهده موت أو قتل أحد المقربين. 
  • الاعتداء والعنف الجنسي أو الجسدي. 
  • مشاهد العنف المتكرروخاصةً في مراحل الطفولة المبكرة. 

العلامات والأعراض :

   ما يميز حالة اضطراب ما بعد الكرب أن الأعراض تستمر لشهور طويلة أو ربما لسنوات إذا تم تجاهلها وعدم طلب المساعدة من الأخصائيين النفسيين وتشمل الأعراض ما يلي:

  • استرجاع مشاهد الحادث المؤلم بشكل مستمر ومتكرر. 
  • الإصابة بالأرق ومشكلات النوم. 
  • الإرهاق والإجهاد البدني وعدم القدرة على التركيز. 
  • انعدام الشغف والاهتمام بالأنشطة المعتادة. 
  • جلد الذات والشعور بالذنب والخجل. 
  • التأثير السلبي على الدراسة والعمل والأداء الوظيفي. 
  • الرغبة في الانعزال التام عن العائلة والأصدقاء 
  • الشعور المتزايد بالقلق والتوتر. 
  • تعاطي المواد الكحولية أو المخدرات. 

الفئات الأكثر عرضة للإصابة بحالة (PTSO):

بشكل عام تعد النساء أكثر عرضة للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة، ولكن هناك عوامل أخرى تزيد من خطورة التعرض لتلك الحالة مثل: الصدمات النفسية وخاصةً تلك التي تحدث في مرحلة الطفولة والمراهقة، حيث تكون حدتها ووقعها على نفس الطفل أشد ما يمكن، كما أن الإصابة بالأمراض النفسية الأخرى مثل: الاكتئاب، اضطرابات القلق والتوتر، الضغوط المتزايدة بالإضافة إلى تعاطي المخدرات والكحول، من شأنها أن تزيد بشكل ملحوظ من خطر الإصابة. 

اضطراب ما بعد الصدمة عند الأطفال:

عندما يتعرض الأطفال لصدمات نفسية شديدة فإن تأثير ذلك عليهم يكون مضاعفًا، فبالإضافة للأعراض الأخرى والتي يشترك فيها الأطفال مع البالغين فإن هناك علامات أخرى تؤكد معاناة الطفل من اضطراب ما بعد الكرب مثل:

  • الكوابيس والأحلام المزعجة والتي قد تسبب خوف الطفل من الذهاب إلى النوم. 
  • تمثيل الحدث المؤلم بشكل متكرر أثناء اللعب. 
  • الأفكار السلبية والخوف من الموت. 
  • آلام متفرقة في الجسم مثل الصداع وآلام المعدة. 

اضطراب ما بعد الصدمة المعقد :

  يحدث هذا الاضطراب عند التعرض لسلسلة من الحوادث المروعة والفظيعة التي تشكل تهديدًا مباشرًا للحياة مثل: الحروب والصراعات المسلحة ، هجمات الإبادة الجماعية، التعذيب أو السجن لفترات طويلة. 

علاج اضطراب ما بعد الصدمة :

العلاج النفسي (السلوكي المعرفي)

يبدأ الأخصائي النفسي في مساعدة المريض على التحدث عن تجربته المؤلمة بشكل مستفيض في محاولة لتخطي الأزمة، فالحديث عن الأحداث المروعة يجعل العقل قادرًا على تخزينها في الذاكرة ضمن أحداث الماضي. 

كما يمكن مساعدة المريض على تذكر الواقعة مع تقليل الشعور بالضيق والذعروالخوف بقدر الإمكان، مما يعطي الفرصة للمصاب  ليتعلم من الحدث المؤلم ويتوقف عن النظرة السلبية للذات والعالم،  فيساعد  ذلك على التحسن بمرور الوقت وتقدم الجلسات. 

إزالة حساسية حركة العين وإعادة المعالجة (EMDR):

وهي تقنية معروفة تستخدم حركات العين لمساعدة الدماغ على معالجة الذكريات المؤلمة ومواجهتها. 

-العلاج الدوائي:

تستخدم العلاجات الدوائية حسب حالة ونوعية الأعراض التي يعاني منها المريض، فقد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب أو المهدئات أو أدوية أخرى تساعد على النوم والتخلص من الكوابيس مثلًا. 

كيفية الوقاية من الإصابة باضطراب ما بعد الصدمة:

من الصعب أن يبحث الشخص الذي تعرض لموقف مروع أو حادث أليم عن طرق الوقاية، ولكن للأسرة والأصدقاء دور كبير في تخفيف حالة التوتر والذعر والحزن عند من تعرض للحادث، فمثلًا أول ما يفتقده الشخص الذي تعرض لكارثة ما هو الشعور بالأمان والثقة؛ فينبغي على العائلة توفير بيئة آمنة مريحة خالية من التوتر والضغوط، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي ومساعدة الشخص على تخطي الموقف ليس عن طريق الهروب بل من خلال مواجهة الأمر بالتحدث عنه بشكل موضوعي كحدث من الماضي لا يجب أن يتوقف الزمن عنده. 

علامات التعافي من الصدمة:

هناك مجموعة من الدلائل التي تنم عن تخطي الأزمة والتعافي منها وتشمل:

  • القدرة على تذكر الأمر بشكل جيد دون الدخول 

 في نوبة حزن أو ذعر. 

  • التحدث عن الموقف والقدرة على التعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل صحيح. 
  • عدم وجود أفكار مزعجة أوهواجس متكررة. 
  • عدم الشعور بالتوتر المستمر أوالتأهب للهرب. 
  • القدرة على النوم بشكل طبيعي. 

تحديات العلاج:

  • خوف المريض من الحكم على مشاعره وأفكاره من قبل الطبيب أو الناس. 
  • عدم الرغبة في التحدث عن الموقف لتجنب تذكره. 
  • يأس المصاب من الشفاء واعتقاده في استحالة التعافي والرجوع لحياته الطبيعية قبل الحادث. 
  • التشخيص الخاطئ في بعض الأحيان عند وجود مشاكل صحية أو نفسية أخرى. 

نصائح للتعافي والشفاء من اضطراب ما بعد الصدمة :

  • ضع لنفسك جدولاً أو روتينًا للقيام بالمهام والأنشطة المختلفة وحاول الالتزام به. 
  • تحدث مع شخص مقرب أو صديق تثق به حول أفكارك ومشاعرك. 
  • مارس الرياضة واحصل على قسط من الراحة والنوم. 
  • تناول غذاءًا صحيًا واعتن بجسمك جيدًا. 
  • عد إلى الأنشطة والهوايات المفضلة. 
  • انخرط في المناسبات الإجتماعية مع الأهل والأصدقاء. 
  • لا تحاول الهروب من الحدث بل قم بالتعبيرعنه. 
  • تجنب النقد الذاتي وإلقاء اللوم على نفسك. 
  • حافظ على هدوئك واسترخائك وتجنب الإجهاد البدني. 
  • ابتعد عن التدخين وتناول المخدرات أو المشروبات الكحولية. 

وأخيرًا إذا كنت تعتقد أنك تمر بظروف مشابهة وتعاني من نفس الأعراض أو بعضها سواء أنت أو أحد المقربين، فتقدم لطلب المساعدة من الأخصائي المناسب، وذلك لأن التقدم للعلاج في وقت مبكر يوفر عليك مجهودًا عظيمًا للتعافي والرجوع للحياة الطبيعية. 

   توفر منصة نصغي خدمة حجز الجلسات والاستشارات النفسية لدى أفضل الأخصائيين عن طريق الموقع الإلكتروني وتطبيق الجوال، حمل التطبيق الحين واحجز جلستك الأولى. 

المراجع: 

  1. منظمة الصحة العالمية
  2. Samsha
  3. Medlineplus
  4. rcpsych

مقالات ذات صلة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *