Flat Preloader Icon
حمل التطبيق
a
M
حمل التطبيق

ما هو اضطراب طيف التوحد؟ وهل يمكن علاجه نهائياً؟

استشارات نفسية اونلاين

بقلم : فريق نُصغي

23 أغسطس، 2024

ما هو اضطراب طيف التوحد؟

يشير اضطراب طيف التوحد إلى اضطراب نمائي عصبي، يشمل مجموعة واسعة من الحالات التي تظهر في الغالب عند الأطفال وترتبط بتحديات في التواصل مع الآخرين، وانحصار الاهتمامات لدى المصاب، وتكرار أنماط سلوكية معينة بشكل ملحوظ، ونظراً لوجود مستويات متنوعة من تلك الأعراض وشدتها ودرجة تأثيرها على حياة المصاب وأسرته بالكامل فقد أطلق عليه الأطباء والأخصائيين النفسيين اسم (اضطراب طيف التوحد) أو بالانجليزية ( Autism Spectrum Disorder) 

يعد اضطراب التوحد أكثر شيوعاً لدى الأطفال، ولكن يصيب البالغين أيضاً ولكن بمعدل أقل، وعادةً ما يبدأ الوالدين في ملاحظة الأعراض خلال العام الثاني من عمر الطفل. 

أنواع مرض التوحد

تختلف شدة الأعراض من شخص إلى آخر وتتراوح درجة الإصابة بين 3 مستويات واضحة :

أولاً : طيف التوحد البسيط أو الخفيف

ويتضمن هذا المستوى بعض الأعراض المتعلقة بالتواصل الاجتماعي، إذ يعاني المريض من صعوبة بدء التواصل مع الآخرين، وصعوبة التخطيط والتنظيم، 

ويحتاج المصاب بالتوحد البسيط بعض الدعم الأسري والاجتماعي لاجتياز الأعراض. 

ثانياً : طيف التوحد المتوسط 

تظهر في هذه المرحلة صعوبة ملحوظة في التواصل الاجتماعي، سواء المهارات اللفظية أو غير اللفظية. بالإضافة إلى تكرار بعض الأنماط السلوكية. 

قد يستلزم هذا النوع من التوحد المزيد من الدعم الأسري مع التدرب على الطريقة الصحيحة للتعامل مع المصاب للحد من تفاقم الوضع.

ثالثاً : طيف التوحد الشديد 

صعوبة شديدة وحادة في التواصل مع الآخرين مع صعوبة بالغة في التكيف مع التغيير وتحويل التركيز

لا شك أن طيف التوحد الشديد يحتاج أقصى درجة من الدعم الطبي والنفسي والأسري، ويستلزم تكاتفاً بين الأهل والفريق الطبي المعالج؛ لمساعدة المريض على تخطي الأزمة والعودة إلى الحياة الطبيعية نوعاً ما.

كيفية تشخيص مرض طيف التوحد؟

تنقسم أعراض طيف التوحد إلى 3 محاور رئيسية:

أولاً: مشكلات التواصل الاجتماعي 

  • قلة مشاركة اهتماماته مع المحيطين به
  • صعوبة تفهم مشاعره ومشاعر الآخرين 
  • الهروب من التواصل البصري 
  • عدم القدرة على استخدام الإشارات غير اللفظية 
  • صعوبة تكوين علاقات جديدة أو حتى المحافظة على العلاقات القديمة 

ثانياً: انحصار الاهتمامات 

  • صعوبة التعامل مع الجديد، سواء الأشخاص أو التغييرات المحيطة 
  • انعدام المرونة في التصرف 
  • اتباع روتين معين وتكراره بصفة مستمرة
  • عدم تحمل الأصوات العالية 
  • الحفاظ على نظام الألعاب والأغراض بطريقته الخاصة 

ثالثاً: تكرار سلوكيات معينة

  • تكرار نفس الألعاب بنمط محدد 
  • القيام بحركات نمطية معينة مثل رفرفة اليدين، والتأرجح، والدوران
  • صعوبة تحمل أي تغييرات جديدة

أعراض التوحد بعمر 3 سنوات 

  • انعدام الكلام نهائياً أو ندرته
  • عدم التواصل البصري أو بالإشارة 
  • لا يستجيب للنداء بالاسم ولا يظهر أي رد فعل 

أعراض طيف التوحد عند الكبار 

  • فقدان مهارات الكلام التي اكتسبها الإنسان مسبقاً
  • تجنب التواصل البصري مع المحيطين 
  • الميل للعزلة والانطوائية  
  • صعوبة فهم مشاعر الآخرين والتعاطف معهم
  • التكرار المستمر للكلمات أو العبارات (اللفظ الصدوي)
  • مقاومة التغيير في الروتين حتى ولو كان تغييراً بسيطاً
  • تكرار بعض الحركات أو السلوكيات مثل الرفرفة، التأرجح، الدوران
  • ردود أفعال مبالغ فيها تجاه الأصوات والروائح والأضواء

أسباب الإصابة بالتوحد

  • العوامل الوراثية 

تتسبب بعض الحالات الوراثية مثل متلازمة كروموسوم إكس الهش، أو حالة التصلب الدرني، في زيادة احتمالية الإصابة باضطراب طيف التوحد، لذلك قد يوصي الطبيب بإجراء فحص وراثي للكشف عن أي من تلك الحالات.

  • التداخلات الدوائية 

تزداد خطر الإصابة بالتوحد عند تناول الحامل أدوية مثل حمض الفالبرويك والثاليدوميد.

  • إصابة أحد الأشقاء بالتوحد

وجود أحد الإخوة المصابين بالتوحد يزيد من خطر الإصابة 

مفاهيم خاطئة حول طيف التوحد

  1. بعض التطعيمات تسبب التوحد
    لا توجد دراسة علمية تثبت أن التطعيمات تزيد من خطر الإصابة بالتوحد
  2. جميع المصابين بالتوحد يعانون من نفس الأعراض
    فبالرغم من وجود أعراض مشتركة لاضطراب طيف التوحد، إلا أن وجود تلك الأعراض ومدى شدتها يختلف من شخص إلى آخر، لذلك لا يتم التشخيص إلاّ من قبل المختصين
  3. إهمال الطفل يسبب الإصابة بالتوحد
    التوحد هو اضطراب نمائي عصبي وليس سلوكي تربوي، لذلك فإن نمط التربية لا يسبب الإصابة بالتوحد أو منعه
  4. استخدام الطفل للأجهزة الإلكترونية يسبب التوحد
    لا يسبب استخدام الأطفال للتابلت أو الجوال إلى الإصابة بالتوحد، على الرغم من آثاره الضارة على النمو العقلي للطفل

نصائح للأم التي تعتني بطفل مصاب بالتوحد

  1. أولاً تعلمي قدر الإمكان عن طبيعة اضطراب التوحد وكيفية التعامل معه
  2. ثانيأ عليك التحلي بالصبر وضبط النفس وتجنب الصراخ على الطفل، وذلك لأن الانفعال قد يؤدي إلى تفاقم الوضع والتأثير السلبي على الطفل
  3. تصرفي بطريقة طبيعية ولا تحاولي الإصرار على التواصل البصري الذي قد يسبب التوتر والانزعاج للطفل
  4. امنحي الطفل حق الاختيار ولا تحاولي إجباره على فعل شيء معين، فمن الأفضل منحه مساحة حرية مناسبة
  5. يؤدي توفير روتين معين للطفل على منح الطفل شعور بالأمان والراحة
  6. تواصل مع آباء آخرين لأطفال مصابين بالتوحد لمشاركة الخبرات 
  7. وأخيراً خصصي وقتاً للعناية بنفسك وبأسرتك واهتمي بصحتك البدنية والنفسية 

علاج مرض التوحد 

هل يشفى الطفل من طيف التوحد ؟

في الواقع لا يوجد علاج دوائي محدد للتخلص بشكل نهائي من طيف التوحد، ولكن خبراء الصحة النفسية يتفقون على أن الطريقة المثلى لإدارة الأعراض وتعديل السلوكيات وتطوير المهارات تكون من خلال دمج العلاج السلوكي التطبيقي والنفسي والدوائي للتخلص من تلك الأعراض وبالتالي مساعدة المصاب على الاستمتاع بحياة طبيعية إلى حد ما 

طرق علاج اضطراب طيف التوحد

  1. التحليل السلوكي التطبيقي
    ويقصد به دراسة التحديات والصعوبات التي يواجهها الطفل ومن ثم إنشاء خطة منظمة لتحسين مهاراته وتعديل السلوك
  2. تعزيز مهارات التواصل
    من خلال تدريب الطفل على التعامل مع مختلف المواقف الاجتماعية
  3. علاج مشكلات النطق واللغة
    علاج مشاكل النطق لدى الطفل المصاب لتشجيعه على الكلام والتعبير عما يدور بداخله
  4. العلاج المهني
    يمكن أن يعالج عجز المهارات التكيفية مع أنشطة الحياة اليومية، وكذلك مشاكل الكتابة اليدوية
  5. تدريب الوالدين على التعامل مع المتوحد
    لابد من تدريب الأهل على السلوكيات الفعالة للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد كي لا يتم إضاعة المجهود المبذول من قبل الطبيب المعالج
  6. العلاجات الدوائية
    تستخدم لعلاج الأعراض المصاحبة للتوحد مثل الأرق والقلق و الاكتئاب و فرط الحركة

الخاتمة

وختاماً فإن علاج اضطراب طيف التوحد يتطلب تدخل العديد من الأخصائيين معاً مثل الاستشاري النفسي الإكلينيكي، وأخصائي التوحد، وطبيب نفس الأطفال، وأخصائي النطق والتخاطب، وطبيب النفس والسلوك من أجل وضع خطة علاجية فعالة تشتمل على العلاج السلوكي وعلاج النطق والعناية بالصحة البدنية للطفل وتدريب الأبوين على الطريقة الصحيحة للتعامل مع المصاب.

وفي النهاية إذا كانت لديك شكوك حول إصابة أحد أفراد أسرتك بطيف التوحد فعليك أولاً تثقيف نفسك عن طبيعة المرض وأفضل التوصيات المعتمدة للتعامل مع المتوحد لمساعدته على العودة للحياة الطبيعية، والحد من أعراض المرض، كما يمكنك حجز جلسة استشارية مع أحد الأخصائيين النفسيين لمعرفة المزيد حول هذا الاضطراب والاستفادة بتعليمات مخصصة تناسب الحالة المعروضة 

المراجع : 

  1. منظمة الطب النفسي
  2. موقع التوحد يتحدث
  3.  Blue sprig autism 

مقالات ذات صلة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *