Flat Preloader Icon
حمل التطبيق
a
M
حمل التطبيق

اضطراب القلق العام عند الامهات وهل تصنع الأم القلقة طفلاً قلقاً؟

مقدمة

اضطراب القلق العام ليس مجرد حالة يعاني منها الفرد بمفرده، بل يمكن أن يكون له تأثيرات عميقة ومتعددة الأبعاد، خاصةً عند الأمهات، حيث تعتبر الأمومة واحدة من أكثر الأدوار تعقيدًا وتحديًا، لذلك يمكن أن يؤدي القلق المستمر إلى خلق بيئة متوترة تؤثر سلبًا على العلاقة بين الأم وأطفالها، وكذلك على قدرتها على التعامل مع المسئوليات اليومية.

ما هو اضطراب القلق العام

اضطراب القلق العام هو حالة نفسية تتميز بالقلق والتوتر المستمر والمفرط، الذي لا يرتبط عادةً بأحداث معينة ويصعب السيطرة عليه. عند الأمهات، يمكن أن يؤثر هذا القلق بشكل خطير على قدرتهن على توفير الرعاية والدعم لأطفالهن، مما يؤدي إلى فجوة في التواصل الفعال والحميمية الأسرية، وينتقل هذا الاضطراب إلى الأبناء بسبب الجو المتوتر الذي يعيشونه

أسباب اضطراب القلق العام

تعتبر الأسباب الدقيقة لاضطراب القلق العام غير واضحة، ولكن يمكن أن تكون مجموعة من العوامل المجتمعة معاً تسهم بنسبة كبيرة في الإصابة باضطراب القلق

العوامل الوراثية: 

تلعب الجينات دورًا مهمًا في تحديد مدى عرضة الشخص لاضطراب القلق العام، حيث يزداد خطر الإصابة في العائلات التي لها تاريخ مع هذا الاضطراب.

العوامل البيولوجية: 

التغيرات التي تطرأ في الكيمياء الحيوية للدماغ والجهاز العصبي بشكل عام يمكن أن تسهم في زيادة القابلية للقلق والاضطرابات النفسية عموماً.

العوامل النفسية: 

يؤثر الإجهاد النفسي والضغوطات العاطفية بشكل كبير على ظهور وتطور اضطراب القلق العام.

البيئة الاجتماعية المحيطة: 

التفاعلات الاجتماعية السلبية، وعدم الاستقرار في البيئة المحيطة يمكن أن يعزز من مشاعر القلق.

التوترات اليومية المستمرة: 

الضغوط اليومية المتتالية مثل مشاكل العمل أو الدراسة يمكن أن تؤدي إلى تطوير اضطراب القلق العام.

الأحداث الصادمة أو الحوادث المفاجئة: 

التعرض لأحداث صادمة كالكوارث الطبيعية أو فقدان أحد أفراد الأسرة يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض القلق العام.

أنماط التفكير السلبي: 

التفكير المفرط والسلبي، وإدراك العالم بشكل سلبي يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بالقلق العام.

أعراض اضطراب القلق العام 

فيما يلي بعض الأعراض الرئيسية التي قد يعاني منها الأشخاص المصابون بالقلق العام.

  • القلق المستمر والمفرط :

 الشعور بالقلق الشديد حيال الأحداث أو الأنشطة اليومية دون وجود مبرر منطقي لذلك القلق.

  • الشعور بالتوتر أو الهلع باستمرار: 

التعرض لموجات من التوتر أو الهلع التي تجعل من الصعب البقاء هادئًا ومتوازَن.

  • صعوبة التركيز وكثرة التفكير: 

وجود مشكلات في التركيز على المهام اليومية بسبب الانشغال المستمر بالأفكار السلبية أو المقلقة.

  • مشاكل النوم كالأرق أو النوم المفرط: 

صعوبات في البدء بالنوم أو الاستمرار فيه، أو الشعور بالحاجة إلى النوم لفترات طويلة دون أن يشعر الفرد بالراحة.

  • الإجهاد والتعب المستمر: 

الشعور بالإرهاق الجسدي والنفسي بشكل دائم، مما يؤدي إلى صعوبة في إنجاز المهام اليومية.

  • آلام جسدية مرتبطة بالقلق:

الشعور بألم جسدي دون وجود سبب طبي واضح، والذي قد يكون مرتبطًا بالتوتر والقلق الدائمين مثل الصداع، آلام العضلات والإرهاق العام

الأم القلقة – اضطراب القلق العام عند الأمهات

إن العناية بصحة الأم النفسية عامل جوهري في إنشاء أسرة آمنة تنعم بالهدوء يتمتع أطفالها بدرجة جيدة من الاستقرار النفسي، والقدرة على تحمل ضغوط الحياة، فعلاقة الأم بطفلها تبدأ منذ حملها به، وتؤثر صحتها النفسية على أطفالها، منذ تلك اللحظة حتى ما بعد البلوغ.

لكن قد يكون أمر المحافظة على الاستقرار النفسي للأم ليس يسيراً، فرحلة الأم حافلة بالكثير من الضغوط، فقد يتأثر نظام الحياة، ويتغير روتينها، وتزيد فرص الإجهاد التي ترفع من مستويات القلق فينعكس ذلك على علاقة الأم بطفلها، وعلى استجابة الطفل لاحقاً للضغوط، ومدى شعوره بالأمان فتظهر هنا الأم القلقة.

ولكن يسهم تقديم الدعم للأم من المحيطين، واكتسابها لمهارات التعامل مع الإجهاد والضغوط في تخفيف تأثير التغيرات والإجهاد الذي تمر به الأم.

كيف تؤثر الأم القلقة على أطفالها؟

الأم القلقة يركز أطفالها غالباً على مصادر التهديد من حولهم وذلك لأن الطفل يكتسب سلوكيات القلق من خلال النموذج الذي يراه أمامه،  فإذا كان محتوى حديث الأم يدور حول الخوف والقلق مما سيكون، واستجاباتها للمواقف تدل على القلق والخوف، سواء كانت تلك المخاوف تدور حول الطفل أو أحداث الحياة بشكل عام، سيتعلم الطفل منها تلك السلوكيات ويكتسب تلك المخاوف، علاوة على ذلك تتأثر درجة الارتباط العاطفي، والدفء الذي تمنحه الأم لطفلها منذ والدته حتى مراحل حياته اللاحقة كلما كانت أكثر قلقاً.

 كيف تتعامل الأم القلقة مع قلقها؟

أن تكوني أماً تعاني من القلق المفرط ليس أمرًا عليك تجاهله، وفي الوقت ذاته أن تنجرفي خلف تيار الضغوط والإجهاد حتى تصلي لمرحلة القلق والتوتر والشعور بالذنب المستمر، ليس هو المعنى الحقيقي للعطاء والحب. بل سيشكل حاجزاً يحول بينك وبين تقديم الحب والدفء لأسرتك. وكونك أمّاً لا يعني هذا أنًّ عليك أن تلومي نفسك أو تشعري بالذنب، بل يعني أنّك بحاجة للمزيد من العناية بصحتك النفسية.

نصائح تساعد الأم على التخلص من القلق 

لا يمكن القول بأنّ التغيير لابد أن يكون سريعاً مباشراً، لكن يمكنك اتباع بعض الخطوات المدروسة للتغلب على اضطراب القلق:

  • محاولة تقليل التوتر اليومي عن طريق تنظيم الوقت وتحديد الأولويات
  • تطوير مهارات التعامل مع الضغوط وضبط الانفعالات النفسية
  • تخصيص وقت للراحة  وممارسة الأنشطة الترفيهية التي تحبها الأم يمكن أن يساعد في تخفيف التوتر والقلق
  • ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا والتنفس العميق يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير في التخفيف من أعراض القلق
  • الحصول على الدعم من الأسرة، الأصدقاء، والمجتمع يمكن أن يساعد الأمهات على التغلب على مشاعر القلق والعزلة
  • تبادل الخبرات والدعم مع مجموعات الأمهات اللواتي يعانين من نفس المشكلة
  • البحث عن دعم نفسي متخصص لفهم وعلاج جذور القلق

علاج اضطراب القلق العام 

يمكن أن يسهم التشخيص المبكر في إدارة أعراض اضطراب القلق بشكل أفضل والتقليل من تأثيراته السلبية على حياة الأم وأسرتها، وتتكون الخطة العلاجية من:

أولاً العلاج النفسي : 

ويشمل تقنيات العلاج السلوكي والمعرفي الذي يعتمد على مساعدة المريض على فهم مشاعره ومحاولة إدراك جميع الدوافع والأفكار السلبية ثم ضبط الانفعالات النفسية الناتجة عنها، كما يمكن تعريض المصاب باضطراب القلق لبعض المخاوف التي تثير التوتر والقلق ثم البدء في التحكم بالاستجابة النفسية 

ثانياً العلاج الدوائي : 

قد يقرر المختص النفسي وصف أدوية مهدئة أو مضادات للقلق وبعض الأدوية الأخرى حسب الحالة التشخيصية لكل مريض 

ثالثاً العلاج الاسترخائي

حيث يقوم الطبيب النفسي بتدريب المريض على تمارين الاسترخاء والتنفس العميق أو الحث على ممارسة اليوغا والتأمل مما يجعل المريض قادر على تطبيق تلك التمارين بكل سهولة في المواقف التي تسبب له التوتر.

وختاماً فلا ينبغي تجاهل الاضطرابات النفسية بأي حال من الأحوال، فقد تتفاقم الأوضاع بمرور الوقت وتؤدي إلى مضاعفات خطيرة؛ لذلك عليك اتخاذ خطوات جدية للتخلص من تلك الاضطرابات والحد من خطورتها، فلا تتردد في طلب استشارة المتخصص مثل الطبيب النفسي إذا استمرت أعراض اضطراب القلق لمدة طويلة أو تزايدت حدتها مع الوقت 

المراجع: 

  1. كليفلاند كلينيك أبو ظبي 
  2. منظمة الصحة العالمية
  3. ويب طب

إقرأ أيضاً : اكتئاب ما بعد الولادة الأسباب والأعراض وطرق العلاج

مقالات ذات صلة

0 تعليق

إرسال تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *