مقدمة
قد يخطر لك للوهلة الأولى أن المقصود بـ اضطرابات الاكل هو فقدان الشهية أو الشره المعروف للطعام؛ ولكن الحقيقة أن اضطرابات الأكل تعد من أخطر الحالات النفسية والتي قد يؤدي التهاون في علاجها وعدم التعامل معها بشكل إيجابي إلى الإصابة بأمراض جسدية خطيرة، قد تؤدي إلى الوفاة؛ لذلك دعنا نتعرف على مفهوم هذا الاضطراب وأنواعه وأهم طرق العلاج.
تتعدد أشكال وأنواع اضطرابات الاكل ولكنها جميعًا تشترك في كونها عادات غذائية سيئة وضارة للغاية يكتسبها الشخص ويعتاد عليها، ثم يجد نفسه أسيرًا لتلك العادات مما يضطره لمحاولة تلافي الضرر الناجم عن أسلوبه الغذائي ولكن عادة ما يسلك سبلًا أكثر ضررًا مما يسبب له أمراضًا خطيرة وأضرارًا صحية جسيمة.
تعريف اضطرابات الاكل :
هي حالة صحية خطيرة تتسم بأفكار غريبة وسلبية حول الطعام والوزن والشكل تجعل المصاب يرغب عن تناول الطعام أو يتناول منه كميات مهولة جدًا ثم يحاول التخلص منها بطرق متعددة عادة ما تكون ضارة ومجهدة؛ لذلك يجب أخذ الحالة على محمل الجد وطلب المساعدة من الطبيب أو الأخصائي لتقدير خطورة الحالة ووضع خطة علاجية مناسبة تمكنك من العود للعادات الغذائية السليمة وتقليل المخاطر الناجمة عن المرض.
الأمراض الجسدية المرتبطة :
عندما لا يستطيع الجسم الحصول على مقدار كاف من الطعام أو تناول مواد لا تحتوي على أي قيمة غذائية فإنه يفقد الكثير من الوزن كما يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب والجهاز الهضمي و تآكل مينا الأسنان والإصابة بأمراض العظام.
أنواع اضطرابات الاكل :
فقدان الشهية العصبي :
أحد أشهر اضطرابات الأكل يعاني خلاله المريض من التصور الخاطئ عن شكله ووزنه يدفعه نحو تقليل كميات الطعام أو الامتناع عن تناول أنواع معينة لاعتقاده أنها مليئة بالسعرات الحرارية وقد تؤدي لزيادة الوزن وهو ما يشكل هاجسًا خطيرًا بالنسبة له.
في هذه الحالة تكون الأعراض الناتجة كما يلي :
- فقدان الوزن والنحافة.
- صورة مغلوطة عن وزن وشكل الجسم.
- الإجهاد الشديد والإرهاق العام.
- ممارسة الرياضة بشكل مبالغ فيه.
- استخدام الملينات و أدوية إنقاص الوزن.
- التقيؤ المتعمد للتخلص من الطعام وعدم السماح للجسم بامتصاصه.
وغالبًا ما يعاني المريض من الوسواس القهري حيث تهاجمه الأفكار والهواجس السلبية حول الطعام بصورة مستمرة.
الشره العصبي :
في هذا النوع يصاب المريض بنوبات شره يتناول المريض خلالها كميات هائلة من الطعام ولا يستطيع التحكم في كمية الطعام أوالتوقف إلاّ بعد الشعور بالتعب الشديد والتخمة، وعادة ما تكون الأطعمة من النوعية التي لا يفضل تناولها في الأوقات العادية.
بعد نوبة الشره الغير عادية تلك يسيطر على المريض شعور بالذنب والخجل ويلجأ لتفريغ معدته عن طريق التقيؤ القسري أو حتى استخدام الملينات ومدرات البول لإنقاص الوزن، حيث ينشغل الشخص بمظهره ووزنه بشكل مبالغ فيه ما يدفعه إلى وسائل لمنع الجسم من امتصاص الغذاء.
اضطراب شراهة الطعام:
لعل أهم ما يميز المصابين باضطراب شراهة الطعام هو محاولة تناول وجباتهم في الخفاء حتى لا يتعرضون للتنمر أو السخرية؛ وذلك لأن المصاب عادة ما يشعر بالخزي والخجل من تناول تلك الكميات الهائلة من الطعام حتى في حالة عدم الشعور بالجوع، ويظل المريض يتناول كميات كبيرة حتى يتألم من الشبع ويشعر بالتخمة غير المريحة.
ولكن المصابين باضطراب شراهة الطعام لا يحاولون فقدان الوزن أو التقيؤ أو ممارسة الرياضة للتخلص من السعرات الحراريه الزائدة بأي شكل من الاشكال، وتحدث نوبة شراهة الطعام مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.
اضطراب تجنب الطعام :
يقع المصاب باضطراب تجنب الطعام تحت تأثير قوي يمنعه من تناول كميات معقولة من الطعام أو حتى يجعله غير قادر على تناول بعض أنواع الأطعمة مما يسبب ضعف الجسم والشعور بالتعب والوهن العام نظرًا لعدم حصول الجسم على الغذاء بالقدر الكافي.
والدافع وراء عدم تناول الطعام هنا يكون دافعًا نفسيًا ينتج عنه عدم تقبل أطعمة معينة بسبب رائحتها أو قوامها أو لونها تجعل الشخص يتقيأ تلقائيا بمجرد محاولة تناول تلك الأطعمة.
اضطراب (بيكا) :
ولعل هذا النوع هو الأغرب على الإطلاق بين اضطرابات الأكل، وفيه يلجأ المريض إلى تناول مواد لا تحتوي على أية قيمة غذائية تذكر بل بعضها يعتبر مواد ضارة أو سامة مثل: الطباشير، الورق، الصوف، الشعر، القماش، وحتى التراب والجليد، مما يتسبب في مشكلات صحية خطيرة متعلقة بالجهاز الهضمي والأمعاء والتسمم.
تقويم الشهية:
أحد أنواع اضطرابات الأكل النادرة ويتمثل في هوس بشأن الأكل الصحي أوالنظيف مما يجعل المريض يستبعد أنواع معينة أومجموعات غذائية محددة مما يؤثر سلبًا على صحته البدنية.
الأسباب وعوامل الخطورة :
لا تزال الأسباب العلمية الحقيقية خلف الإصابة باضطرابات الأكل غامضة وغير محددة بدقة ولكن قد تساعد العوامل التالية على زيادة خطر الإصابة:
- تاريخ عائلي مرضي بنفس الاضطراب
- التعرض للتنمر في مرحلة الطفولة بشأن الوزن أو شكل الجسم البدين
- اتباع أنماط غير غذائية قاسية بدون استشارة أخصائي التغذية
- الهوس بشكل الجسم المثالي
- الإصابة بأحد الأمراض العقلية او النفسية مثل: الاكتئاب أو الوسواس القهري أو التوتر أوالفصام
متى تطلب استشارة الطبيب؟
نظرًا لأن المضاعفات الناجمة عن اضطرابات الأكل خطيرة وتسبب أضرارًا قد تؤدي إلى الوفاة فيجب أخذ الحالة على محمل الجد وطلب استشارة الطبيب عند ظهور بعض أوكل العلامات التالية:
- الخوف المبالغ فيه من السعرات الحرارية واكتساب الوزن
- تجنب عناصر غذائية معينة أو مجموعات غذائية بالكامل
- الخجل من تناول الطعام أمام الآخرين
- قياس وزن الجسم بشكل مستمر ومتكرر
- اخفاء العادات الغذائية عن الآخرين بما في ذلك العائلة
- الشعور بالذنب والخجل عند تناول الطعام
- محاولة تفريغ الطعام باستخدام التقيؤ القسري أو الملينات أو مدرات البول
علاج اضطرابات الاكل:
العلاج السلوكي المعرفي:
ويتمحور هذا العلاج حول محاولة المريض لفهم وإدارة مشاعره وأفكاره حول الطعام والوزن المثالي وشكل الجسم الطبيعي وبذلك يمكن السيطرة على السلوكيات الضارة التي يتبعها مع الطعام.
العلاج السلوكي الجدلي :
يتم من خلاله مساعدة المريض على إدارة عواطفه وتقبل شكله الحالي ووزنه وتخفيف مشاعر القلق والتوتر بشأن هوس الوزن المثالي أونوعية الطعام الذي يتناوله.
العلاج بالأدوية :
يحتاج الطبيب في بعض الأحيان إلى وصف الأدوية العلاجية مثل مضادات القلق والتوتر أو مضادات الاكتئاب حسب حالة المريض.
إعداد نمط غذائي صحي :
قد تكون استشارة أخصائي التغذية أمرًا في غاية الأهمية حيث يرشد المريض إلى الغذاء الصحي أو يضع له نمطًا غذائيًا يتماشى مع حالته الصحية والجسدية ويصحح مفاهيمه الخاطئة حول الطعام والوزن المثالي.
نصائح للوقاية من اضطرابات الاكل ومساعدة المصاب :
- اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا يحتوي على كل العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم ويمكنك استشارة أخصائي التغذية ليضع لك نظامًا غذائيًا مناسبًا لحالتك الصحية والجسدية.
- مارس بعض التمارين الرياضية للحفاظ على لياقتك البدنية.
- تجنب استخدام المكملات الغذائية الموجودة على هيئة عقاقير طبية.
- تحدث إلى صديق تثق به حول عاداتك الغذائية وإذا كنت تشعر بالقلق أوالتوتر حيال الطعام اطلب المساعدة من الأخصائي النفسي إذا لزم الأمر.
وأخيرًا قد يكون الرجوع عن العادات الغذائية السيئة والتي تم اتباعها لوقت طويل أمرًا صعبًا ومرهقًا ولكن يمكن لطلب الدعم من الأخصائي النفسي مساعدتك على التعافي بشكل أكثر سهولة حيث يضع خطة علاجية متكاملة مناسبة لحالتك البدنية والنفسية، أطلب استشارتك الأولى الآن من موقع أوتطبيق (نصغي) للاستشارات النفسية.
المراجع:
0 تعليق