![شعار-نصغي-ملون2[1]](https://www.nosghy.com/wp-content/uploads/2024/09/شعار-نصغي-ملون21.png "شعار-نصغي-ملون2[1]")
المقدمة
يسعى الناس دائماً إلى العناية بأجسادهم وبشرتهم والحصول على مظهر لائق وجذاب من خلال اتباع نمط غذاء صحي وممارسة الرياضة وتجنب المخاطر، ولكن قد يحاول البعض وخاصة المراهقين إيذاء أنفسهم عند المرور بمشكلة نفسية معينة أو تراكم الضغوط كمحاولة إما للفت الانتباه أو كوسيلة الهروب من الألم النفسي والشعور بالدونية وانعدام القيمة فيلجأ إلى ايذاء الذات ، ولكن سرعان ما يشعر بالخجل والندم الشديد بعد ذلك فيزداد الألم النفسي ويعيد نفس الكرة مرات ومرات، لذلك سنناقش في هذا المقال مفهوم إيذاء الذات ونتطرق إلى الأسباب وطرق العلاج.
ما هو تعريف ايذاء الذات
هو سلوك عدواني ناشئ عن اضطراب نفسي يعمد فيه الشخص إلى إيذاء النفس من خلال قطع الجلد أو تشويه الجسم ولكن بدون نية الانتحار أو قتل النفس، فعندما يحاول المراهق ايذاء نفسه فإنه يستخدم أساليب لا تؤدي إلى الموت غالباً ، ولكن تكمن الخطورة في تكرار محاولة ايذاء النفس وتجربة وسائل متنوعة إلى أن يصل في نهاية المطاف إلى قرار بالانتحار والتخلص من الحياة، فقد ثبت علمياً أن الأشخاص الذين لديهم محاولات متكررة لإيذاء النفس يرتفع لديهم احتمال محاولة الانتحار.
يشعر الشخص الذي يميل إلى إيذاء نفسه بالراحة الزائفة والمتعة الوهمية ثم ما يلبث أن يشعر بالذنب والخزي وبالتالي يعود لنقطة الصفر وتظهر الحاجة للراحة والتخلص من المشاعر السلبية فيعيد نفس السلوك بشكل متكرر ما يكون حلقة مفرغة يصعب الخروج منها والتخلص من هذا السلوك
هل إيذاء الذات اضطراب نفسي؟
لا يعتبر سلوك ايذاء النفس بحد ذاته مرض نفسي أو اضطراب نفسي، ولكنه علامة واضحة على مرور الشخص باضطراب نفسي آخر مثل الاكتئاب، أو اضطراب الشخصية الحدية، أو اضطراب القلق العام، أو حتى تعاطي المخدرات والكحوليات؛ ما يعني أن إيذاء الذات هو أحد الأعراض التي تدل على الاصابة بأحد الاضطرابات النفسية الخطيرة.
أشكال إيذاء النفس عند المراهقين
- خدش أو قطع الجلد (وهو الأكثر شيوعًا) يستخدم المراهقون عادة أدوات حادة: كالسكين، وشفرة الحلاقة والأقلام لإيذاء أنفسهم.
- ضرب الجسم أو قرع الرأس بالحائط
- نتف وتمزيق الشعر واقتلاعه من الجذور
- إجبار النفس على تجنب الطعام أو الإفراط في تناوله لافتعال التقيؤ
- تعاطي الكحوليات أو المخدرات
- تناول الأدوية بكميات كبيرة جداً
- عض اليد أو لوي الأصابع وثنيها
- حرق أو قرص الجلد ويتم باستخدام السجائر أو التعمد للحرق اليد أو الأصابع
علامات ايذاء الذات عند المراهقين والأطفال
- وجود جروح وخدوش على الجلد
- ندبات وآثار حروق على اليدين أو الوجه
- تعمد الدخول في مشاجرات أو مشكلات تجلب ايذاء النفس
- حرص المراهق على اخفاء الجروح وآثار الضرر والتستر التام
- العزلة والانسحاب الاجتماعي والبقاء وحيداً
- الشعور بالضيق والضجر والخزي والخجل مع إنكار ذلك
- التوتر والتشتت وعدم الاتزان النفسي
- الشعور بدوار وإرهاق عام
- فقدان السيطرة على الانفعالات والغضب
لماذا يلجأ المراهق إلى إيذاء النفس؟
أثبتت الدراسات أن مدمني ايذاء الذات تختلف استجابتهم العصبية التي تنتج عند رؤية الدم أو آثار الحرق عن الاستجابة العصبية للأشخاص الأسوياء، حيث يشعر بالراحة والهدوء وتلاشي القلق والتوتر عقب جرح ساعده مثلاً، ولكن لا يدفعك هذا إلى اليأس والإحباط من القدرة على تقويم هذا السلوك؛ لأن العلاج النفسي يسهم في فهم المشاعر والعواطف والأفكار وينظم الاستجابات النفسية الناتجة عنها والتي تؤثر بشكل مباشر على الاستجابات العصبية الحيوية.
كما أشارت الدراسات التي قدمها عالم النفس كريستيان شمايل أن مستويات إفراز هرمون الكورتيزول (هرمون الإجهاد) لدى من يقومون بسلوك ايذاء النفس تكون أقل من مستوياتها الطبيعية ، مما يدفع الشخص للقيام بسلوكيات ترفع مستوي هذا الهرمون مثل لسع الجسم أو استخدام أداة حادة لجرح اليد
أسباب ايذاء الذات عند المراهقين
تعد ظاهرة إيذاء الذات لدى المراهقين من المشاكل المعقدة التي ترتبط بعدة عوامل :
الأسباب النفسية: تشمل مشاعر القلق والاكتئاب وانعدام القيمة الذاتية، حيث يلجأ بعض المراهقين إلى إيذاء أنفسهم كوسيلة للتعامل مع هذه المشاعر واستجلاب الراحة النفسية الزائفة والمتعة الوهمية
الضغوط الاجتماعية: وتتمثل في الرغبة في الانتماء والقبول الاجتماعي أو الضغط من الأقران كرغبة المراهق في مسايرة أصدقائه الذين يقومون بهذا السلوك، فيقوم بإيذاء نفسه بدافع الانتماء
المشاكل الأسرية: بما في ذلك العلاقات المتوترة داخل الأسرة، الإهمال أو الإساءة العاطفية أو الجسدية التي قد تدفع المراهقين للجوء إلى إيذاء الذات كوسيلة للتعبير عن الألم.
تأثير الإعلام والتواصل الاجتماعي: حيث تُظهر الدراسات وجود علاقة بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وتأثيرها السلبي على الصحة النفسية والعقلية للمراهقين، مما يزيد من مخاطر إيذاء الذات.
مشاكل الصحة العقلية: اضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة، اضطراب الشخصية الحدية، واضطرابات الأكل يمكن أن تكون مساهمة في سلوكيات إيذاء الذات.
انعدام الوعي والدعم المناسب: نقص الوعي بمشاكل الصحة العقلية والنفسية، وعدم توفر الدعم الكافي سواء من قبل الأسرة أو المجتمع، يمكن أن يؤدي إلى زيادة الشعور بالعزلة واليأس، وبالتالي استمرار سلوكيات إيذاء الذات.
كيف اتعامل مع شخص يؤذي نفسه؟
تعتبر المعرفة بكيفية التعامل مع الأشخاص الذين يعانون من مشاكل سلوكية أمرًا حيويًا لمساعدتهم على تحقيق التوازن والتحسن في حياتهم، إليك أفضل النصائح للتعامل مع أشخاص يعانون من إيذاء الذات:
- التفكير بعقلانية وتمالك الأعصاب والتحلي بالهدوء وتجنب التوبيخ نهائياً
- حاول تفهم مشاعر الخجل والخوف التي يعاني منها ابنك تجاه سلوك إيذاء الذات
- وجه الشخص إلى المساعدة المهنية وشجعه على طلب الدعم النفسي من المختصين
- قدم الدعم النفسي لابنك المراهق عن طريق قضاء وقتًا معه ومشاركته بعض الأنشطة
- حفز ابنك للمشاركة في بعض الأنشطة كالتمارين الرياضية أو تمارين الاسترخاء
- لا تستعجل النتائج فقد يتطلب علاج الأمر بعض الوقت
خطة تعديل سلوك ايذاء الذات (طرق العلاج)
تشكل مشكلة إيذاء الذات قضية حرجة تستدعي التدخل المبكر والفعال لحماية الأبناء والمراهقين من خطر الإضرار بأنفسهم. تتطلب العملية تنسيقاً دقيقاً وتفهماً عميقاً للأسباب الكامنة خلف هذا السلوك، فضلاً عن تطبيق استراتيجيات مدروسة لتعديل السلوك كما يلي:
تحديد مظاهر سلوك إيذاء الذات: يعتبر الخطوة الأولى نحو تعديل سلوك إيذاء الذات، حيث يشمل التعرف على السلوكيات المختلفة التي يمكن أن تصنف تحت إيذاء الذات وتكون بحاجة إلى التدخل والتعديل
تحليل الأسباب والعوامل المؤثرة: تشير إلى السعي لفهم الدوافع والظروف التي تؤدي إلى مثل هذه السلوكيات فيجب عليك كأب أو معلم بذل جهد لفهم الأسباب الكامنة وراء هذه السلوكيات، والعوامل التي قد تعرقل التغيير نحو الأفضل.
تقديم الدعم النفسي والعاطفي: تقديم الدعم والتشجيع للشخص وإظهار الاهتمام والتقبل قد يساهم بشكل كبير في مسار التحسن.
وضع الأهداف العلاجية: تعني تحديد النتائج المرجوة من خلال الخطة العلاجية مثل تقليل تواتر وشدة سلوك إيذاء الذات وتحسين آليات التكيف لدى الفرد.
تقييم فعالية الخطة: تتضمن هذه الخطوة مراقبة النتائج وتقدير مدى فعالية التدخلات المطبقة، مع إمكانية إجراء التعديلات اللازمة لضمان تحقيق الأهداف الموضوعة.
وختاماً
فإن سلوك ايذاء الذات عند المراهقين والأطفال يعد سلوكاً شائعاً يجب على الآباء والمعلمين أخذه على محمل الجد وعد تجاهل هذا التصرف العدواني لتجنب العواقب الوخيمة، كما وجب التنويه على ضرورة التحلي بالحكمة والصبر والتجمل بالرفق كي تستطيع مساعدة ابنك للتخلص من إيذاء نفسه، بالإضافة إلى ذلك عليك توجيه ابنك لطلب الدعم من الاخصائي النفسي عند الحاجة، وتوفر منصة نصغي إمكانية حجز استشارات نفسية واسرية بسهولة من خلال الموقع أو التطبيق
0 تعليق