اضطرابات النوم

تُعد اضطرابات النوم من أبرز المشكلات الصحية والنفسية التي يعاني منها عدد كبير من الأفراد في مختلف الفئات العمرية. وهي ليست مجرد صعوبة في النوم أو الاستيقاظ، بل تشمل مجموعة من الحالات التي تؤثر على جودة النوم وكميته وتكراره، مما ينعكس سلباً على الأداء اليومي والصحة النفسية والجسدية.

تشمل اضطرابات النوم العديد من الأنواع، مثل الأرق، وانقطاع النفس أثناء النوم، واضطراب حركة الأطراف، واضطرابات إيقاع الساعة البيولوجية. وتؤكد الدراسات أن الاستمرار في المعاناة من هذه الاضطرابات لفترات طويلة قد يؤدي إلى أمراض مزمنة مثل الاكتئاب، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.

أشهر أنواع اضطرابات النوم

1. الأرق (Insomnia)

هو الأكثر شيوعًا، ويشمل صعوبة في الدخول في النوم أو الاستمرار فيه، أو الاستيقاظ المبكر دون القدرة على العودة للنوم. قد يكون عارضًا أو مزمنًا، ويؤثر سلبًا على التركيز والمزاج.

2. توقف التنفس أثناء النوم (Sleep Apnea)

يحدث عندما يتوقف التنفس بشكل متكرر أثناء النوم بسبب انسداد مجرى الهواء. من أعراضه الشخير الشديد، والنعاس أثناء النهار، والاستيقاظ المتكرر. قد يكون خطيرًا إن لم يُعالج.

تشير البيانات إلى أن 25% من الذكور في منتصف العمر و9% من الإناث في نفس الفئة العمرية يعانون من انقطاع النفس النومي.

3. متلازمة تململ الساقين (Restless Legs Syndrome)

اضطراب عصبي يُسبب رغبة ملحة لتحريك الساقين، خاصة في المساء أو عند الاستلقاء، مما يؤثر على القدرة على النوم.

4. اضطراب حركة الأطراف الدورية (Periodic Limb Movement Disorder)

يتميز بحركات لا إرادية متكررة في الأطراف السفلية أثناء النوم، ما يسبب تقطع النوم والإرهاق في الصباح.

5. الخدار أو النوم القهري (Narcolepsy)

اضطراب عصبي يسبب نوبات مفاجئة من النوم خلال النهار، وقد يترافق مع ضعف في العضلات أو شلل نومي مؤقت.

6. الكوابيس والرعب الليلي (Nightmares & Night Terrors)

شائعة لدى الأطفال، لكنها قد تصيب البالغين. الكوابيس أحلام مزعجة توقظ النائم، أما الرعب الليلي فهو استيقاظ مفاجئ مع صراخ وخوف دون تذكر الحلم غالبًا.

7. اضطرابات الساعة البيولوجية (Circadian Rhythm Disorders)

تحدث عندما يختل توقيت النوم بسبب العمل الليلي أو اضطراب الرحلات الجوية (Jet Lag) أو نمط حياة غير منتظم، مما يؤدي إلى صعوبة في النوم أو الاستيقاظ في الوقت المناسب.

8. السير أثناء النوم (Sleepwalking)

حالة يقوم فيها الشخص بأفعال معقدة أثناء النوم مثل المشي أو فتح الأبواب، وهو لا يدرك ما يفعل، وغالبًا لا يتذكر ما حدث.

أسباب اضطرابات النوم

تتعدد أسباب اضطرابات النوم، وتتنوع بين عوامل نفسية، وسلوكية، وبيئية، وأحيانًا عضوية. ومن أبرز هذه الأسباب:

• الضغوط النفسية والقلق والتوتر المزمن.
• العادات اليومية السيئة مثل تناول الكافيين قبل النوم، أو استخدام الأجهزة الذكية في السرير.
• الاضطرابات النفسية كالاكتئاب واضطراب القلق العام.
• مشكلات صحية مثل آلام الظهر أو الصداع المزمن أو مشاكل التنفس.
• التغيرات الهرمونية خاصة لدى النساء أثناء الحمل أو سن اليأس.
• نمط الحياة غير المنتظم، مثل العمل بنظام الورديات أو السفر المتكرر.

أعراض اضطرابات النوم

يمكن التعرف على أعراض اضطرابات النوم من خلال مجموعة من المؤشرات التي تشمل:

• صعوبة في بدء النوم أو الاستمرار فيه.
• الاستيقاظ المتكرر خلال الليل دون سبب واضح.
• الشعور بالتعب والإرهاق حتى بعد عدد ساعات نوم كافٍ.
• النوم المفرط خلال النهار أو الشعور بالنعاس المستمر.
• مشكلات في التركيز والانتباه خلال اليوم.
• تقلبات مزاجية أو عصبية زائدة.

الأرق: أكثر اضطرابات النوم شيوعًا

يعاني حوالي ثلث البالغين من الأرق العرضي، بينما يصاب 1 من كل 10 أشخاص بالأرق المزمن. ​

على الرغم من أن البعض يعتبر الأرق مشكلة مؤقتة، إلا أن تأثيره يمتد ليشمل العديد من الجوانب الحياتية، أبرزها انخفاض الإنتاجية في مكان العمل. فقد أظهرت الدراسات أن التكلفة الاقتصادية للأرق على القوى العاملة الأمريكية تقدر بحوالي 63 مليار دولار سنويًا، مما يعكس حجم التأثير الكبير لهذا الاضطراب على الاقتصاد والأداء الوظيفي.

أسباب الأرق

• الضغط النفسي الناتج عن العمل أو المشكلات العائلية.
• بعض الأدوية، مثل مضادات الاكتئاب أو أدوية ضغط الدم.
• حالات طبية مزمنة مثل الربو أو الارتجاع المعدي المريئي.
• اضطرابات الصحة النفسية كالاكتئاب.

علاج الأرق

يشمل علاج الأرق عدة مسارات، تبدأ بتعديل نمط الحياة والسلوكيات اليومية، مثل:

• الالتزام بجدول نوم منتظم.
• تقليل تناول المنبهات في المساء.
• تجنب استخدام الهاتف قبل النوم.
• تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق.

وقد يُوصى في بعض الحالات بالعلاج السلوكي المعرفي للأرق، أو باستخدام أدوية منومة بوصفة طبية وتحت إشراف طبيب مختص.

اضطرابات النوم عند الأطفال 

تُعد اضطرابات النوم عند الأطفال من الأمور التي تؤرق الأمهات والآباء، حيث قد يعاني الطفل من صعوبة في النوم أو الاستيقاظ المتكرر ليلاً أو رفض النوم تمامًا.

من أبرز الأسباب:

• نمو الأسنان وما يرافقه من ألم وانزعاج.
• القلق الانفصالي المرتبط بمراحل النمو.
• التغيرات في الروتين اليومي أو الانتقال إلى بيئة جديدة.
• الإفراط في النوم خلال النهار.

وفي هذه المرحلة، يُنصح بتثبيت روتين نوم هادئ ومتكرر يساعد الطفل على الشعور بالأمان والاسترخاء، مثل الحمام الدافئ قبل النوم أو القراءة له بصوت هادئ.

علاج اضطرابات النوم

يعتمد علاج اضطرابات النوم على نوع الاضطراب وتشخيصه الدقيق، ويشمل:

• العلاج السلوكي المعرفي، وهو الأكثر فاعلية في حالات الأرق.
• العلاج الدوائي، عند الضرورة وتحت إشراف طبي.
• العلاج بالأجهزة، مثل أجهزة الضغط الهوائي الإيجابي لعلاج انقطاع النفس النومي.
• تنظيم الروتين اليومي والامتناع عن المحفزات المسببة للمشكلة.

عيادة اضطرابات النوم

مع تزايد الوعي بأهمية النوم وتأثيره العميق على الصحة النفسية والجسدية، بدأت تظهر عيادات نفسية متخصصة في اضطرابات النوم، توفر تشخيصًا دقيقًا وعلاجًا شاملاً للمشكلة.
تعتمد هذه العيادات على تقييم شامل يشمل التاريخ الطبي، واستبيانات خاصة، وقد تتطلب استخدام أجهزة مراقبة النوم في المنزل أو في المختبر.

إذا كنت تعاني من اضطرابات في النوم وتبحث عن دعم نفسي متخصص، يمكنك حجز جلسة مع أخصائي نفسي عبر منصة نصغي للاستشارات النفسية، حيث توفر المنصة استشارات آمنة وسرية تساعدك في فهم مشكلتك والتعامل معها بفعالية.

أفضل دكتور لعلاج اضطرابات النوم

عند البحث عن أفضل دكتور لعلاج اضطرابات النوم، يُنصح بالتوجه إلى طبيب مختص في طب النوم أو الطب النفسي. فهؤلاء الأطباء يملكون الخبرة الكافية لتشخيص نوع الاضطراب وتحديد العلاج الأنسب، سواء سلوكيًا أو دوائيًا أو عبر تقنيات حديثة كالعلاج بالضوء.
وتوفر منصة نصغي إمكانية التواصل مع نخبة من الأخصائيين النفسيين المرخصين، ما يتيح لك اختيار الأنسب لحالتك وحجز جلسة إلكترونية بسهولة وفي الوقت الذي يناسبك.

في الختام، إن اضطرابات النوم ليست مجرد حالة عابرة بل قد تكون مؤشرًا لمشكلة أعمق تتطلب العناية والتدخل المهني. الحصول على نوم صحي هو أساس التوازن النفسي والجسدي، فلا تتردد في طلب المساعدة المختصة في الوقت المناسب، توفر منصة نصغي للاستشارات النفسية والأسرية خدمة حجز جلسات حضورية أو أونلاين لدى أفضل الأخصائيين المعتمدين.

المراجع:

1. المرجع الأول
2. المرجع الثاني
3. المرجع الثالث
4. المرجع الرابع